موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

لدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 15

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 15

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

ونكمل الجزء الخامس عشر مع القعقاع بن عمرو، وتقدم القعقاع ومن معه حتى وصلوا سرير رستم، وكان رستم قد هرب واختبى تحت بغل من بغاله، ورأى هلال بن علفة التميمى هذا البغل فضربه بسيفه فقطع حباله، فوقع الحمل على رستم، فحمل عليه هلال وقتله ثم نادى المسلمين قتلت رستم ورب الكعبة، وعندما انتشر خبر مقتل رستم عند الجيش الفارسى، وهنت عزيمتهم وضعفت قوتهم القتالية، ورأى الجالينوس فعرف خطر المواصلة في المعركة وأمر الفرس بالانسحاب، فعبر الردم من استطاع من الفرس، أما المربطين بالسلاسل أصابهم الخوف والهلع فرموا أنفسهم في نهر العتيق ووخزهم المسلمون برماحهم فغرقوا جميعا ولم ينجوا منهم أحد.

 

 

 

 

وقد وجه سعد بن أبي وقاص اثنين لملاحقة من هرب من الفرس وهما القعقاع بن عمرو وشراحبيل بن السمط وقد أنجز القائدان ما أوكل إليهما، وقد أثنى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين في معركة القادسية على القعقاع وقومه بني تميم وثمن دورهم وبلائهم العظيم وقد أثنى كثير من الشعراء على بني تميم ودورهم في القادسية وأنهم تركوا أثرا عظيما لن يمحى أبدا ومن هذا أن أهل اليمامة سمعوا مجتازا ينشد هذه الأبيات ” وجدنا الأكثرين بني تميم غداة الروع أصبرهم رجالا، هم ساروا بأرعن مكفهر إلى لجب فزرتهم رعالا، بحور للأكاسر من رجال كأسد الغاب تحسبهم جبالا، تركن لهم بقادس عز فخر وبالخيفين أياما طوالا، مقطعة أكفهم وسوق بمردى حيث قابلت الرجالا.

 

 

 

 

 

 

وهكذا كان الجهاد فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن الجهاد، ما رواه مسلم فى الصحيح، عن أبي هريرة “تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلى، فهو ضامن عليّ أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون دم، وريحه ريح مسك، والذى نفس محمد بيده، لولا أن أشق على المسلمين، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذى نفس محمد بيده لوددت أن أغزو فى سبيل الله فأقتل.

 

 

 

 

 

ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل” وهكذا فإن الله سبحانه وتعالى علم مدى كراهية النفس، واستثقالها للقتال، ولو كان في سبيل الله نظرا لما فيه من مشقة وآلام، وتضحيات جسام، وأهوال، لكنه سبحانه وتعالى قد علم أيضا، وهو ما لا يعلمه كثير من الناس، أن الخير الكثير مرتبط به، ومتحقق فيه، ولذا فقد فرضه فرضا مؤكدا، وأوجبه إيجابا قاطعا، وأما عن القعقاع وفتح مدينة بهرسير والمدائن فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وقد سار بمن معه من المسلمين حتى وقف على شاطئ نهر دجلة وأقتحمه هو ومن معه، فاقبل عليهم الفرس يذودونهم فقال عاصم للمسلمين “الرماح الرماح وتوخوا العيون” فقصد المسلمين عيون الفرس الذين لم يصمدوا وولوا هاربين.

 

 

 

 

 

 

فلحق بهم المسلمون وتقتلوا أكثرهم وهرب من هرب منهم، وهكذا شرع الله تعالى الجهاد، وندب المسلمين أن يخرجوا له خفاقا وثقالا، أى شبابا وشيوخا، أو أن المعنى هو نشاطا راغبين به لكثرة العدو وقوته، وقلة المال وكثرة العيال، أو غير ذلك، فالجهاد حياة، وهو مع ما وعد الله المجاهدين من الخير اللا محدود في الآخرة، فهو أفضل طريق للكسب والمعيشة، فقال صلى الله عليه وسلم “وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل الصغار على من خالف أمرى، ولقد حفلت نصوص الوحيين، الكتاب والسنة، في الترغيب بالجهاد، وتعداد فضائله، وما يناله المجاهدون من المنزلة عند الله يوم القيامة، وما تعقبه حركة الجهاد من ظلال العزة والهيبة للمسلمين في قلوب أعدائهم وما تفجر من طاقات شبابها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!