موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 14″

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 14″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

ونكمل الجزء الرابع عشر مع القعقاع بن عمرو، فبعد سماعهم التكبيرة الأولى زحفت قبيلة بني أسد ثم النخع ثم بجيلة ثم كندة، والرحى تدور على القعقاع ومن معه، واشتد القتال بين الفرقين طوال الليل، فكان لايسمع سوى صليل السيوف، وانقطعت الأصوات والأخبار عند سعد وهو ما أقلقه فدعا الله أن ينزل نصره على المسلمين، وكان متشوقا إلى خبر مايحدث في المعركة فإذا به يسمع صوت القعقاع بن عمرو وهو يقول “نحن قتلنا معشرا وزئدا اربعه وخمسه وواحدا، يحسب فوق اللبد الأساودا حتى إذا ماتوا دعوت جاهدا” واستدل به سعد على الفتح وغلبة المسلمين، وكان الهجوم الليلي الذي قام به القعقاع ومن معه، هو الأول من نوعه ولم تعرف الجيوش الإسلامية.

 

 

 

 

 

ولا العرب فى ذلك الوقت مثل هذا الهجوم، وكان لهذا الهجوم أثر كبير فى ترجيح كفة المسلمين، ويرى بعض المؤرخين أن هذا الهجوم هو الذى حدد مصير المعركة، وإن الإيمان بالله يتضمن أربع قضايا أساسية، وهى الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فوجود الله تعالى معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله تعالى بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء، حتى المشركين، لا ينازع في ذلك إلا مُلحد، فهو تعالى إله حق موجود قبل جميع المخلوقات، ووجوده مستمر دائم بعد فناء المخلوقات، لم يسبقه عدم، ولا يلحقه عدم، ووجود الله تعالى ليس خرافة كما يقول الملحدون والماديون، والشيوعيون، وليس مجرد فكرة كما يقول الفلاسفة.

 

 

 

 

 

وليس قضية مشكوكا فيها، كما يقول غيرهم تعالى الله عما يقولون، بل هو إله حق قيوم حى لا يموت لا شك فيه، والإيمان بربوبيته سبحانه فهو الرب الخالق، المالك، المدبر فكل ما في الكون فالله خالقه، لا خالق سواه، وكل ما فى الكون فالله مالكه، لا مالك سواه، وكل ما فى الكون من حوادث، فالله مجريها ومقدرها، له الملك المطلق، وكل ما يملك الخلق ويفعلون فهو مقيد قاصر ضمن الدائرة الكبرى التي يملكها الله ويأذن بها، ليس له منازع في ذلك، ولا مشارك، وإن الإيمان بألوهيته بأنه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه لأنه الخالق، المالك، المدبر، فلا يجوز عقلا أن تبذل العبادة لمن لا يخلق، ولا يملك، ولا يدبر، بل يجب أن يتوجه العبد بجميع عباداته القلبية، والقولية.

 

 

 

 

 

والعملية، للإله الذى أوجده، ورزقه، ويسر أموره، فيفرده بالعبادة وحده لا شريك له، وأما عن يوم القادسية، فقد استمر القتال في ليلة الهرير حتى بزغ نور شمس اليوم الرابع وهو يوم القادسية، والناس على مواقعهم لم تغمض لهم عين، وقد نال منهم التعب والجهد بعد ليلة قتال شديدة، وكان القعقاع بن عمرو من أكثر الناس إدراكا لما أصاب المسلمين في تلك الليلة من تعب وجهد، ولكنه رأى بعين القائد الخبير أنه لابد لهذه الحرب أن تنتهى، ولابد من مواصلة الحرب والقتال حتى ينزل الله نصره على عباده المؤمنين، فسار القعقاع بين المسلمين يشد من أزرهم ويحثهم على الثبات ومواصلة القتال، قائلا “أن الدبرة بعد ساعة لمن بدا القوم بتخاذل فاصبروا ساعة واحملوا فإن النصر مع الصبر فأثروا الصبر على الجزع”

 

 

 

 

 

ويدل هذا أن القعقاع بن عمرو مسموع الكلمة، مهاب الجانب سواء في قومه تميم أو غيرهم، ولهذا كانت كلماته مسموعة ونافذة ويدل هذا على مكانته الكبيرة بين المسلمين، فما أن حثهم القعقاع على مواصلة القتال، اجتمع عدة من الرؤساء وقصدوا رستم، واستطاع القعقاع ومن معه أحداث فجوة في صفوف الجيش الفارسي، فحمل بعض المسلمين على من يليهم من الفرس، حملة واحدة واقتتلوا، حتى انتصفت الشمس في كبد السماء، وكان أول من تراجع تحت ضغط المسلمين هو الهرمزان والجناح الذي يقوده، وانفرج القلب، وهبت ريح عاصفة اقتلعت خيمة رستم وألقت بها في النهر، وتقدم القعقاع ومن معه حتى وصلوا سرير رستم، وكان رستم قد هرب واختبى تحت بغل من بغاله.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!