موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 16

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 16″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

ونكمل الجزء السادس عشر مع القعقاع بن عمرو، ولقد حفلت نصوص الوحيين، الكتاب والسنة، في الترغيب بالجهاد، وتعداد فضائله، وما يناله المجاهدون من المنزلة عند الله يوم القيامة، وما تعقبه حركة الجهاد من ظلال العزة والهيبة للمسلمين في قلوب أعدائهم وما تفجر من طاقات شبابها، وتسابقهم إلى ميادين المجد، والانشغال بما يثبت شرفهم في الدنيا ويقربهم من مولاهم في الآخرة، ويزهدهم في متع الدنيا الفانية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها” متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قيل يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال “لا تستطيعونه” فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا.

 

 

 

 

 

كل ذلك يقول “لا تستطيعونه” ثم قال “مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صلاة ولا صيام، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله” رواه البخارى ومسلم، وهكذا فإن العقيدة الإسلامية تقوم على أسس عظيمة وقواعد متينة، فهى منهج حياة ودستور دين ودنيا، ومن أسسها الإيمان، وهو قول باللسان واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، وأركانه ستة وهى أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، والإيمان بأركان الإيمان إجمالا فرض عين على كل مكلف، فمن جحدها أو جحد واحدا منها، فهو كافر، لأن من يؤمن ببعض الشريعة ويكفر ببعضها كافر بالجميع.

 

 

 

 

 

 

وفى حديث جبريل عليه السلام المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره” رواه مسلم، فقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بهذه الأصول الستة، وهي الاعتقادات الباطنة ومذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه قول وعمل، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وقد حكى الشافعى على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم، وقال بعض السلف “ليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال” وأجمع السلف الصالح على ما دل عليه الكتاب والسنة من زيادة الإيمان ونقصه.

 

 

 

 

 

 

والإيمان بالله تعالى هو الأصل الأول من أصول الإيمان، بل هو أصل لأصول الإيمان كلها، فالإيمان بسائر أصول الإيمان داخل فى الإيمان بالله تعالى، ولعظم شأن الإيمان بالله تعالى، ذكر في القرآن فى سبعمائة وعشرين موضعا تقريبا، وقد رأى سعد بن أبي وقاص عبور عاصم وأصحابه وإيجادهم لمكان أمن فى الضفة المقابلة فاذن للناس بالعبور، فعبر المسلمين بكل يسر وسهولة إلا رجل من قبيلة بارق يدعى غرقدة البارقي زل عن ظهر فرسه وسقط في النهر، فمضى إليه القعقاع بن عمرو بفرسه وأخذ بيده وجره حتى عبر ونجى فقال غرقدة البارقي “عجزت الناس أن تلد مثلك ياقعقاع” وقد أيقن يزدجردعزم المسلمين على المواصلة فأخذ كل مايقدر عليه من الأموال والذرارى والنساء وهرب إلى حلوان.

 

 

 

 

 

 

وفى اللحظة نفسها كانت جيوش المسلمين تتقدم نحو المدائن، فكان أول من دخلها يعقوب الهذلى ومعه الكتيبة الخرساء كتيبة القعقاع بن عمرو التي تجولت في المدينة فلم تجد مقاومة من أحد فدخل المسلمين إيوان كسرى وهم يكبرون وصلى بهم سعد صلاة الفتح وذلك في شهر صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وخرج القعقاع للحاق بمن هرب من الفرس فوجد فارسي معه وعائين فقتله ووجد في الوعاء الأول خمسة أسياف والثاني وجد فيه ستة أسياف ودروع، أما الدروع فهي درع كسرى ودرع هرقل ودرع خاقان ملك الترك ودرع داهر ملك الهند ودرع بهرام ودرع النعمان ملك الحيرة وأما السيوف فسيف كسرى وهرمز وفيروز وخاقان وبهرام والنعمان فذهب بها القعقاع إلى القائد سعد بن أبى وقاص فسر بهذا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!