موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 6

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 6
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع عبد الله بن عمر بن الخطاب، وان عبدالله بن عمر كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه نزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه، وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان بن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس، وقد روى أبو داود عن نافع عن ابن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو تركنا هذا الباب للنساء ” قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات رواه أبي داود، وقد قال نافع كان ابن عمر إذا قرأ “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون” بكى حتى يغلبه البكاء، وحين سُئل نافع عما كان يصنع ابن عمر في منزله؟

 

قال لا تطيقونه الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما، وكان ابن عمر كثير الصدقة، فقد روي أنه أتاه بضع وعشرون ألفا في مجلسه، فما قام حتى وزعها، وروى نافع أن ابن عمر فرّق في مجلس ثلاثين ألفا، ثم أتي عليه شهر ما أكل لحما، وأن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بعث إليه بمائة ألف، فما انقضى العام حتى نفدت جميعها، وكان ابن عمر يشتري الرقيق، ثم يعتقهم، وكان إذا رأى من رقيقه أمرا يُعجبه أعتقه، فعرف رقيقه ذلك منه، فكانوا يحسنون العمل أمامه، فيعتقهم، فعاتبه أصحابه قائلين: والله يا أبا عبد الرحمن ما هم إلا يخدعونك، فيقول من خدعنا بالله انخدعنا له، وقال ابنه سالم أن ابن عمر ما لعن خادما قط إلا واحدا، فأعتقه، وقد ذكر مولاه نافع أن ابن عمر أعتق ألف إنسان أو يزيد.

 

وقال طاووس بن كيسان ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه، وكان حريصا على أن يبدأ الناس بالسلام، وكما كان ابن عمر يتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وأوامره وأحواله ويهتم بها، والذى كان يتتبع خطوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيده عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما ” ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، في منازله، كما كان يتبعه ابن عمر” فكان الذي يرى حرصه على تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، يظن أن به شيئا من الجنون، وكان إذا قَدِم من سفر بدأ بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وأبيه عمر قبل أن يتوجه إلى منزله، ويقول ” السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه ”

 

وكان كذلك من أحرص الناس على الابتعاد عن الشهوات، فقد قال عبد الله بن مسعود إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا, هو عبد الله بن عمر، وقال جابر بن عبد الله ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها إلا عبد الله بن عمر، وقالت السيده عائشة بنت أبي بكر “ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر” وكان ابن عمر يحضر مجالس عبيد بن عمير الليثي الواعظ القاص، فتهراقان عيناه بالدمع، وقد روى عبدالله بن عمر ألفين وست مائة وثلاثين حديثا بالمكرر، اتفقا له الشيخان البخارى ومسلم، على مائة وثمانية وستين حديثا، وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا، ومسلم بأحد وثلاثين حديثا، وقد قال الزهري، لا نعدل برأي ابن عمر فإنه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستين سنة.

 

 

فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر الصحابة، وقال مالك بن أنس بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، وقد وافى في الإسلام ستين سنة تقدم عليه وفود الناس، وقال أيضا كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، مكث ستين سنة يفتي الناس، وكان ابن عمر شديد الحذر والحرص في الفتيا، فقد روى نافع أنه في موسم الحج كان ابن عمر وابن عباس يجلسان لإفتاء الناس، فكان ابن عباس يجيب ويفتي في كل ما سُئل عنه، وكان ابن عمر يرد أكثر مما يفتي، وأما عن منهجه في الفتيا، فقد كان ابن عمر يستمد أحكامه من القرآن الكريم، فإن لم يجد رجع إلى السُنة النبويه، فإن لم يجد فاجتهادات كبار الصحابة إن اتفقوا، وإلا فإنه كان يتخير من بينها ما يراه حقا، ثم بعد ذلك كله يأخذ بقياس النظير.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!