موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 5

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 5
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقال سالم ابن عبدالله بن عمر فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلا ” رواه البخاري، وكا ابن عمر ما أن هاجر إلى المدينة المنورة حتى انخرط في عقد المسلمين، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، والتف حوله مع غيره من صحابته، ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابه بالخروج إلى غزوة بدر، تطوع يومها عبد الله للقتال، فردّه النبي صلى الله عليه وسلم، لصغر سنه، وهو ما تكرر عندما حاول التطوع للقتال في غزوة أحد، ولم يُجزه النبي صلى الله عليه وسلم، للقتال إلا في غزوة الخندق وكان عمره يومها خمسة عشر سنة، وقد روى مولاه نافع تلك الأحداث على لسان ابن عمر نفسه.

 

وقد قال عبدالله بن أبي عثمان كان عبدالله بن عمر أعتق جاريته التي يُقال لها رميثة وقال إني سمعت الله عز وجل يقول في كتابه فى سورة آل عمران “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” وإني والله إن كنت لأحبك في الدنيا اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل، وقال نافع: خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له، ووضعوا السفرة له، فمرّ بهم راعي غنم، فسلم فقال ابن عمر هلم يا راعي، فأصب من هذه السفرة، فقال له إني صائم، فقال ابن عمر أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذا الحال ترعى هذه الغنم؟ فقال والله إني أبادر أيامي هذه الخالية، فقال له ابن عمر وهو يريد أن يختبر ورعه فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه، فنعطيك ثمنها، ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه؟

 

قال إنها ليست لي بغنم، إنها غنم سيدي، فقال له ابن عمر فما يفعل سيّدك إذا فقدها، فولى الراعي عنه وهو رافع أصبعه إلى السماء، وهو يقول فأين الله؟ قال فجعل ابن عمر، يردد قول الراعي، يقول قال الراعي فأين الله؟ قال فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه فاشترى منه الغنم والراعي، فأعتق الراعي ووهب له الغنم، وقد قيل أنه اشترى عبدالله بن عمر، مرة غلاما بأربعين ألف درهم وأعتقه، فقال الغلام يا مولاي، قد أعتقتني فهب لي شيئا أعيش به؟ فأعطاه أربعين ألف درهم، وقيل أنه قد اشترى عبدالله بن عمر مرة خمسة عبيد فقام يُصلي، فقاموا خلفه يصلون، فقال لمن صليتم هذه الصلاة؟ فقالوا لله، فقال أنتم أحرار لمن صليتم له، فأعتقهم، وقيل أنه اشترى عبدالله بن عمر بعيرا فأعجبه لما ركبه.

 

فقال يا نافع، أدخله في إبل الصدقة، وقد كان ابن عمر، قد أصاب نافعا في بعض مغازيه، وعلى الرغم من أن نافعا كان عبدا إلا أن الله قد منّ عليه بالعلم، وقد بعثه عمر بن عبدالعزيز إلى أهل مصر ليعلمهم السنن، وقال نافع خدمت ابن عمر ثلاثين سنة، فأعطاه ابن عامر في ثلاثين ألف درهم، فقال ابن عمر إني أخاف أن تفتنني دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حر، وقال أبو بكر بن حفص كان عبدالله بن عمر لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه أى مائدته، يتيم، وقد كان لابن عمر زوجتان، وأربع ملك يمين، وقيل أنه قد رزقه الله تعالى منهن ستة عشر ولدا وبنتا، فكان له من الذكور اثنا عشر، ومن الإناث أربع، وقد كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج، فكنت أجلس إلى هذا يوما.

 

وإلى هذا يوما، فكان ابن عباس يجيب ويُفتي في كل ما سُئل عنه، وكان ابن عمر يرد أكثر مما يُفتي، وقال الإمام مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت، عبدالله بن عمر، وقد مكث ستين سنة يُفتي الناس، وقال الليث بن سعد كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليّ بالعلم كله، فكتب إليه إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن عن أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل، وقال ابن حزم المكثرون من الفتيا من الصحابة، عمر وابنه عبدالله، وعلي، وعائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، فهم سبعة فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سِفر ضخم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!