موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

القطار

القطار

بقلم / محموددرويش 

غافاني النوم بالقطار، جو مثالي لأخذ ما يتم تداوله بـ “تعسيلة” والتَعسيلة هي غَفوَة مُختَلَسة لدقائق معدودة، توَد منها إيقاظًا ولا تستطيع عنها عزوفًا.

القـطار مُزدحِم، على كورونا أن يخشى على نَفسه منَ المَوت مُختنقًا بالزحام.

شعرت لوهلةٍ ما أنّ ثمة ثُعبان يلف حول رقبتي، انتابني الهلع، وجدت شخص هائل، يرتدي في رقبته عشرات السمّاعات السلكيّة خاصة الهواتف، ينظُر نحوي، يبتسِم بأسنان صفراء قهرتها أدخنة السجائر.

فكرت للحظات في التَمثيل بجثته، اللعنة، أيقظني وبدّد نصف كفائتي الانجـابيّة وبالأخير يبتَسِم ببرود!

نزعت الوشاح ومنَحته إيـاه، حاولت مُعاودة النَوم، دقائق مرّت، جائتني انزعاجة أُخرى أشَد قسوةً، شيء مـا يتحرّك بينَ ساقي، اللعنة، ماذا يـجري بحَقِ السَمـاء!

استقيظَ صاحب السمو الذي لا ينام، أم ثمة جسم غريب اخترقني.

نظَرت، طفل صغير كعقلة الإصبع، يحمل أطنانًا منَ العسليّة، يسير بينَ الرُكاب، يُلقي عليك بضاعته ويعود مرّة أُخرى لجَمعها، اللهم إلا إذا قرر أحدهم أن يشتري منه.

 

ضاع النصف الآخر من كفائتي الانجابيّة عقب موقعة “العسليّة” سأخرُج من هذا القِطار مُحطمًا عديم الجَدوى على ما يبدو.

بالعودة قررت أن أركب سيارة، سأُنهي مُعاناة الزحام اللعينة تلكَ، يتبقى كُرسيان في صفينِ مُختلفين، يُطلق عليه “القلّاب”

جاءَ سيادته ومعه خطيبته، بدأنا جميعًا تشكيل لجنة عُليا لإعادة توزيع الأماكن، وعمَل كروكي جَديد ليهنأ سعيد بسعيدة، أتمننا العملية الاستراتيجية بنجاح، جاءَ من الوراء صوت سيدة عجوز لها ثنيات وجه كالأخاديد وقالت : كُل دا علشان تقعدوا تحسسوا وتفعصوا، دا إنتوا أجيال ما يعلم بيها إلا ربنا.

 

نظَرَ الجميع نحوها، لسان حالهم، أغلقي فمك واذكري الله لعلّ الساعة قريبة.

نزلت من السيارة، تعهدت بالتقشُف لشراء سيارة، أو عَرض كليتي للبَيع !

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!