موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تحليل العلاقة بين زيارتى (رئيس جهاز الموساد الإسرائيلى إلى البحرين وقائد سلاح الجو الإماراتى لإسرائيل) والمناورات البحرية المشتركة مع إسرائيل فى البحر الأحمر

كتبت .تحليل الدكتورة/ نادية حلمى

الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

                         متابعة د.عبدالله مباشر رومانيا

نحن اليوم بصدد (تحالف صينى جديد) قائم بالفعل، يضم: (الصين، روسيا، إيران، سوريا، كوريا الشمالية، باكستان)، ومرشح ومفتوح لضم دول أخرى لها مصالح إقتصادية كبيرة مع الصين عبر “مبادرة الحزام والطريق الصينية”، ويمكننا تحليل شكل التحالف الصينى الروسى الجديد، بتحليل الأسس التى يقوم عليها، كالآتى:

1- هذا التحالف الصينى الروسى الجديد، يشكل نواة حقيقية من أجل تشكيل (حلف وارسو جديد قوى بقيادة الصين) مدعوم إقتصادياً وعسكرياً، فى مواجهة (حلف الناتو العسكرى بقيادة واشنطن). وبما يؤسس لفصل جديد فى مراكز القوى عالمياً. لذلك يمكن تلخيص تلك الإستراتيجية الأمريكية الصادرة عن (وثيقة الأمن القومى الأمريكى)، بأن (التحالف الصينى الروسى خط أحمر وخطراً يهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية، ويهز نفوذها حول العالم).

2- ومن هنا جاءت زيارة وزير الخارجية الروسى (سيرغى لافروف) إلى بكين فى مارس ٢٠٢١، لمدة يومين من أجل التنسيق الأمنى المشترك لإقامة تحالف روسى – صينى، يضم عدداَ من الدول الحليفة للجانبين، خاصةً مع تزايد الضغط الأمريكى الذى دفع الجانبين الروسى والصين لمزيد من التقارب، والتخطيط للتقارب فى سياق إستراتيجى أعمق بين الجانبين.

3- وهنا نجد أن هناك تحالف قائم بالفعل بين (الصين وإيران وروسيا فى سوريا)، والتى تسعى لعمل (تحالف بالأمم المتحدة للتصدى للعقوبات الأمريكية ووضع معايير عادلة لإستخدام القوة فى الحالتين السورية والإيرانية). وإنضم للتحالف الروسى الصينى بالأمم المتحدة عدداً من الأعضاء المؤسسون الآخرون، هم دول: (الجزائر وأنغولا وروسيا البيضاء وبوليفيا وكمبوديا وكوبا وإريتريا ولاوس ونيكاراغوا وسانت فينسنت وغرينادين وسوريا وفنزويلا). وكلها دول حليفة للصين وروسيا وتجمعها بهم علاقات عسكرية وإقتصادية وسياسية قوية.

4- وتشير المؤشرات بأن (الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران)، فضلاً عن دولاً أخرى تسعى إلى (حشد الدعم لتحالف للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، وذلك من خلال التصدى لإستخدام القوة أو التهديد بإستخدامها، والعقوبات أحادية الجانب خاصةً تلك العقوبات الأمريكية المفروضة على دول بعينها بعيداً عن المجتمع الدولى والشرعية الدولية).

5- وتأتى تلك الجهود الروسية الصينية الجديدة بمشاركة ١٦ دولة – بالإضافة إلى فلسطين- لإنشاء هذه المجموعة فى الأمم المتحدة، فى مواجهة نهج إدارة الرئيس الأمريكى “جو بايدن” متعدد الأطراف مع الحلفاء لمواجهة النفوذ الصينى والروسى، فى تخلى عن النهج الأحادى الذى كان ينتهجه الرئيس السابق (دونالد ترامب)، الذى كان يركز على سياسة “أمريكا أولاً”.

6- وهنا تسعى بكين لتعزيز نفوذها العالمى من داخل وقلب الأمم المتحدة ذاتها فى تحدى حقيقى للزعامة الأمريكية التقليدية. وبدأت الصين مع روسيا بالفعل فى تشكيل مجموعة داخل الأمم المتحدة، تسمى: “مجموعة الأصدقاء المدافعين عن ميثاق الأمم المتحدة”، موجهة رسالة إلى المجتمع الدولى، كى تؤكد فيها، بأن: “التعددية الدولية الحقيقية والدعوة لعالم متعدد الأطراف، تواجه حالياً هجوماً غير مسبوق، وهو ما يهدد بدوره السلم والأمن العالميين”.

7- ويؤثر تنامى قدرات الصين وروسيا وتطور العلاقة بينهما على (شكل وطبيعة النظام الدولى الحالى، وعلى دور الولايات المتحدة بالتحديد فى قضايا الأمن العالمى والأمن المالى والنظام الإقتصادى)، ومن هنا يبدو إمكانية حدوث (تحولات جذرية جديدة فى شكل النظام الدولى الجديد يقودها تحالف بين الصين وروسيا فى بنية النظام الدولى).

8- ويمكننا التوقع على المستوى القريب والمتوسط، بأنه بات يتوقع أن يستمر المسار التصاعدى للعلاقات الروسية الصينية فى مواجهة تنامى الضغوط الأمريكية نحو التقارب أكثر، وحشد الكثير من “جبهة الأصدقاء والحلفاء”، ويتوقع أن تفعل الإدارة الديمقراطية الحالية للرئيس “جو بايدن” الشئ نفسه خاصةً بعد توقيع واشنطن لإتفاقيتى “كواد الرباعية وأوكوس الدفاعية الأمنية الجديدة”، حيث تظهر السياسات الأولية وما صدر من تصريحات عن (إدارة بايدن) بأنها: “تضع على رأس أولوياتها مواصلة الضغط على الصين وروسيا ومحاولة التأثير على العلاقة بينهما، وتقليل جبهة حلفائهم”.

9- ومن هنا، بدأت تتضح معالم النظام العالمى الجديد شيئاً فشيئاً مع (إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أماكن تمركز قواتها حول العالم بما فيها سوريا لصالح الصين وروسيا وإيران أيضاً)، فقد بدأت سياسة جديدة تعتمد على (سياسة الأحلاف القديمة)، فظهر فجأة “تحالف أوكوس” الذي يجمع الولايات المتحدة الأمريكية مع بريطانيا وأستراليا، وهنا يبدو أن (تحالف أوكوس الدفاعى الجديد سيكون بديلاً عن القواعد العسكرية الأمريكية)، وهى القواعد العسكرية المنتشرة حالياً فى كل بقعة بالعالم فى الوقت الحالى لأكثر من ٧٥٠ قاعدة عسكرية حول العالم، كما أن التحالف الأمريكى بتوقيع “إتفاقية أوكوس”، يأتى أيضاً بإعتباره جزء من (تحالف مخابرات العيون الخمس) الذى تشكل مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ويضم بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبريطانيا، كلاً من كندا ونيوزيلندا.

10- ويبقى شكل التحالف المتوقع الأخير للصين فى أوروبا، وهو (تشكيل فرنسا وألمانيا لتحالف مع الصين فى مواجهة السياسات الأمريكية)، عبر إتباع (سياسة الإتجاه شرقاً صوب التحالف الصينى الروسى)، وذلك بحثاً عن مصالحهما الإقتصادية، ومن ثم السياسية والجيوستراتيجية.

11- ومن هنا، فإن التخوف الأمريكى بالأساس قائم بسبب تصاعد قوة الصين وروسيا والتحالف بينهما بشكل عسكرى وإقتصادى، عبر آليات: “الحزام والطريق” و “منظمة شانغهاي للتعاون”، وبالتالى أتى ذلك التكتيك الأمريكى بالإنسحاب بشكل إستراتيجى من أفغانستان، وهى إستراتيجية تعرف ب (سياسة الأرض المحروقة)، وإشعال المنطقة التى تضم وسط وغرب آسيا، من أجل (إشعال واشنطن لثورات ملونة داخل الدول الواقعة على طول الحزام والطريق فى منطقة وسط وغرب آسيا وشرق أوروبا حتى الشرق الأوسط)، بحيث يتم إستخدام الجماعات المتطرفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

12- ونفس السيناريو السابق، ينطبق على السياسات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط من خلال (ثورات الربيع العربى)، حيث (إستخدمت واشنطن تلك الجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا)، ونجد أن (نجاح ثورة ٣٠ يونيو فى مصر وسقوط حكم الإخوان المسلمين، وصمود وبقاء نظام الرئيس السورى “بشار الأسد” حتى الآن فى مواجهة التيارات المتشددة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”)، كان درساً قاسياً لواشنطن بفشل مخططها فى تمكين التيارات السياسية الإسلامية من الإستيلاء على سدة السلطة والحكم فى بلدان الشرق الأوسط.

13- ومن هنا تأتى الإستراتيجية الصينية، من خلال (نجاح الصين فى الإلتفاف على قيام واشنطن بخنق ممرات التجارة فى مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبى، بإنشاء الصين للممر الإقتصادى الصينى الباكستانى)، مما وفر نافذة أخرى للصين وحليفتها روسيا بمساعدة إيران على (بحر العرب والمحيط الهندى)، ما ضمن تدفق إمدادات النفط القادمة من الخليج وقناة السويس بسلاسة عبر أنابيب تصل حتى منطقة شينجيانغ شمال غربى الصين، ومن ثم يتم توزيعها على باقى المقاطعات الصينية الأخرى.

14- وبات واضحًا للعيان أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تمويل طموحاتها الإمبراطورية فى التوسع حول العالم، وبالتالى باتت واشنطن تنسحب وتقلل من نفوذها وتواجدها فى مناطق نفوذها القديمة فى (العراق وأفغانستان والصومال والخليج العربى).

15- وكما نعلم، فإنه (لم يعد بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية فتح جبهات حرب عديدة أو إنشاء المزيد من القواعد العسكرية حول العالم)، لذلك (جاء الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان، بمثابة خبر مهم لدافعى الضرائب بالولايات المتحدة الأمريكية، والذين يفضلون أن تذهب أموال الضرائب التى يدفعونها ليتم إنفاقها على الداخل الأمريكى وليس الخارج)، مثل: إنشاء وتحديث وصيانة المستشفيات والمدارس والطرق وغيرها، وهذا يعنى: (تحول الولايات المتحدة الأمريكية وتراجعها من دولة عظمى لدولة مهمة فقط).

ومن هنا يبدو فى ظل هذه المتغيرات الجديدة فى معادلات القوة العالمية، بظهور (تحالفات جديدة تضم روسيا والصين، بالإشتراك مع دول أخرى صديقة وحليفة لها فى الشرق الأوسط كسوريا وإيران بالأساس، فضلاً عن دول أمريكا اللاتينية والكاريبى وآسيا)، ودول أخرى فى العالم، من أجل مواجهة (شبكة التحالفات الأمريكية)، وبهدف تطويق وكبح تلك القوة الأمريكية بتحالفاتها للإضرار بمصالح دول المنطقة المدعومة صينياً وروسياً بالأساس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!