موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 8

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 8
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد حاول مروان بن الحكم أن يدفعه للمطالبة بالخلافة، فقال له ” هلم يدك نبايعك، فإنك سيد العرب وابن سيدها ” فقال ابن عمر ” فكيف أصنع بأهل المشرق؟ قال مروان ” نضربهم حتى يبايعوا” فقال ابن عمر ” والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة، وأنه قتل في سيفي رجل واحد ” فقال مروان ” إني أرى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا ولما اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان، كتب ابن عمر إليه يبايعه، بكتاب جاء فيه ” أما بعد، فإني قد بايعت لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على سُنة الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيما استطعت، وإن بنيّ قد أقروا بذلك ”

 

وحين تولى الحجاج بن يوسف الثقفى الحجاز لعبد الملك، أنكر عليه ابن عمر تأخيره للصلاة، فقد روى شهر بن حوشب أن الحجاج خطب الناس وابن عمر في المسجد حتى أمسى، فناداه ابن عمر ” أيها الرجل الصلاة ” قالها ثلاثا، ثم أنهض الناس، فنزل الحجاج فصلى، ثم دعا به، فقال “ما حملك على ما صنعت؟ فقال ابن عمر ” إنما نجيء للصلاة، فإذا حضرت الصلاة فصل بالصلاة لوقتها، ثم بقبق بعد ذلك ما شئت من بقبقة ” كما ردّ ابن عمر الحجاج بن يوسف، وهو يخطب على المنبر حين قال بأن ابن الزبير حرّف كتاب الله، فقال ” كذبت كذبت كذبت ” ما يستطيع ذلك ولا أنت معه ” فقال له الحجاج ” اسكت، فإنك شيخ قد خرفت، وذهب عقلك، ويوشك شيخ أن يؤخذ فتضرب عنقه.

 

فيجر قد انتفخت خصيتاه يطوف به صبيان أهل البقيع ” ويقول سعيد بن عمرو بن سعيد الأشدق الأموي أن الحجاج وجد في نفسه، وأمر بعض خاصته، فأخذ حربة مسمومة، وضرب بها رجل ابن عمر في موسم الحج، فمرض منها مرض موته، فأتاه الحجاج يعوده، فقال لو أعلم الذي أصابك، لضربت عُنقه، فقال عبد الله ” أنت الذي أصبتني ” قال كيف؟ قال ابن عمر ” يوم أدخلت حرم الله السلاح ” فلما خرج الحجاج بن يوسف، قال ابن عمر ” ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث ظمأ الهواجر، ومُكابدة الليل، وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا ” وقال سعيد بن المسيب كان ابن عمر يوم مات خير من بقي، وقال ابن محيريز والله إن كنت لأعد بقاء بن عمر أمانا لأهل الأرض.

 

وقد قال فى فضله أبو سلمة بن عبد الرحمن ” مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه” وقال كل من طاووس وميمون بن مهران عنه ” ما رأيت أورع من ابن عمر” وقال محمد بن الحنفية ” كان ابن عمر خير هذه الأمة ” وقد كان لعبد الله بن عمر من الولد اثنا عشر وأربع بنات، وهما أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة وأمهم كانت السيده صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف، وأما عن ولده عبد الرحمن فكانت أمه هى السيده أم علقمة بنت علقمة بن ناقش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، وأما عن أولاده سالم وعبيد الله وحمزة وكانت أمهم هى أم ولد.

 

وأما عن أولاده زيد وعائشة وأمهما، فكانت أمهم أم ولد، وأما عن إبنه بلال وكانت أمه أم ولد، وأما عن أبو سلمة وقلابة وكانت أمهما أم ولد، ويقال إنها أم زيد بن عبد الله سهلة بنت مالك بن الشحاح من بني زيد بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، ومعنى أم ولد وهو مصطلح شهير في كتابات المؤرخين المسلمين القدامى، وهو يشير إلى الأَمَة التي ولدت من سيدها في مِلكه، وهى تعتق بمجرد موت سيدها ولا يجوز له بيعها، ويكون حكمها كحُكم الحُرَّة في الستر، أى في ستر الرأس والأطراف وكذلك في أحكام الصلاة، ولا يختلف فقهاء المسلمين على إباحة ووطء الإماء، لقوله تعالى “والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم، أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!