موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 9

عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 9
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع عبد الله بن عمر بن الخطاب، وتعرف أيضا بأنها الأمة التي قد أنجبت من سيدها ولدا وقد استهل صارخا ولو مات حينئذ، فكل أمة أنجبت من سيدها ولدا ولو استهل صارخا ومات، فهي أم ولد تعتق بمجرد موته، وله منها في حياته قليل الخدمة ولا يجوز له بيعها، وهي التي تسمى أم الولد، وقد شهد عبد الله بن عمر العديد من المشاهد على صغر سنه، فقد شهد كل المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى بدر وأحد حيث استصغره النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كانت بداية جهاده في غزوة الخندق، كما أنه شهد بيعة الرضوان، وشهد غزوة مؤتة واليرموك، وحضر يوم القادسية ويوم جلولاء وما بينهما من وقائع الفرس، وشهد فتح مصر، واختط بها.

 

وقدم البصرة وشهد غزو فارس وورد المدائن مرارا، وغزا إفريقية، وغير ذلك، وكان عمره يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم إثنتين وعشرين سنة، وقد كان ابن عمر من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة، إذ كان تاجرا أمينا ناجحا، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرا، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَط، إنما كان يرسله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، وقد قيل عنه رضى الله عنه أنه كان إذا أعجبه شيء من ماله تقرب به إلى الله عز وجل، وكان عبيده قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال أعتقه، فيقال له إنهم يخدعونك، فيقول من خدعنا لله انخدعنا له، وكان له جارية يحبها كثيرا فأعتقها وزوجها لمولاه نافع.

 

وقال إن الله تعالى يقول فى سورة آل عمران “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” واشترى مرة بعيرا فأعجبه لما ركبه فقال يا نافع أدخله في إبل الصدقة، وأعطاه ابن جعفر في نافع عشرة آلاف فقال أو خيرا من ذلك؟ هو حر لوجه الله، واشترى مرة غلاما بأربعين ألفا وأعتقه، فقال الغلام، يا مولاي قد أعتقتني فهب لي شيئا أعيش به فأعطاه أربعين ألفا، واشترى ذات مرة خمسة عبيد فقام يصلي فقاموا خلفه يصلون فقال لمن صليتم هذه الصلاة؟ فقالوا لله، فقال أنتم أحرار لمن صليتم له، فأعتقهم، والمقصود أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبة، وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا، وكانت تمضي عليه الأيام الكثيرة والشهر لا يذوق فيه لحما إلا وعلى يديه يتيم.

 

وبعث إليه معاوية بمائة ألف لما أراد أن يبايع ليزيد، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء وكان يقول، إني لا أسأل أحدا شيئا، وما رزقني الله فلا أرده، وكان رضي الله عنه كثير الإنفاق في وجوه الخير قال ميمون بن مهران، أتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها، وذكر عنه ابن شعبان، أنه اعتمر ألف عمرة وكان من أكرم أهل زمانه، وعن مالك، أنه حج ستين حجة وأعتق ألف رأس وحبس ألف فرس، ولقد كان عبد الله رضي الله عنه خائفا من أن يقال له يوم القيامة، كما قال الله تعالى فى سورة الأحقاف “أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها” وكما كان يقول عن نفسه “والله ما وضعت لبنه ولا غرست نخله منذ قبض النبى صلى الله عليه وسلم ”

 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ما منا أحد أدرك الدنيا إلا قد مالت به ومال بها إلا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال ” أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدى فقال ” يا عبد الله، كن فى الدنيا كأنك غريب، أو كأنك عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور ” ثم قال لى ” يا عبد الله بن عمر، فإنه ليس ثم دينا ولا درهم، إنما هى حسنات وسيئات، جزاء بجزاء، وقصاص بقصاص، ولا تتبرأ من ولدك فى الدنيا، فيتبرأ الله منك فى الآخره، فيفضحك على رءوس الأشهاد، ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامه ” ويقول ميمون بن مهران “دخلت على ابن عمر، فقَومت أى ثمّنت، كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط، ومن كل شيء فيه، فما وجدته يساوي مائة درهم”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!