موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تنزيل من عزيز حكيم ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء التاسع مع تنزيل من عزيز حكيم، فكان الكافر يسمع القرآن فيتأثر به ويدخل في الإسلام وهذا من أعظم البراهين على تأثير القرآن في القلوب فمع أنه كان كافرا لما ألقى أذنه للقرآن وفتح قلبه للقرآن تأثر به أليس من كان مسلما بالأساس أولى بالتأثر والتفاعل الجيد مع كتاب الله، فإن الواجب على المسلمين نحو القرآن الكريم، هو تعلمه وتعليمه تعظيمه وقراءته وتدبر آياته، فالمداومة على قراءته ومدارسته، فإن أفضل الناس من يتعلم القرآن ويعلمه، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقراءته وتعاهده، فالقرآن الكريم مكون أساسي من مكونات الشخصية المسلمة، فمنه يستمد المسلم تعاليم دينه وآدابه، فعلى المسلم أن يسعى إلى تعلم قراءته جيدا.

 

وهذا الأمر ليس عسيرا، فإننا نجد من الناس من يلجأ إلى تعلم اللغات الأجنبية، وتكبد المشاقّ في سبيل تحصيل ألوان من العلوم للحصول على وظيفة تدر عليه دخلا وفيرا، فكيف بمثل هذا أن يتكاسل عن تعلم كلام الله تعالى متعللا بصعوبة قراءته ولقد وعدنا الحق سبحانه وتعالى أن ييسر كتابه علينا قراءة وتعبدا، فقال تعالى فى سورة القمر ” ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر” ولكن لماذا أنزل الله عز وجل القرآن باللغة العربية ؟ وهو أنه مما يثار حول القرآن الكريم من الشبهات هو إذا كان القرآن كتابا لكل البشرية ، فلماذا أنزله الله باللغة العربية ، ولم ينزله بلغة أخرى غيرها ؟ وأنه من الواضح أن نزول القرآن كغيره من الكتب السماوية كان لا بد أن يكون بلغة من اللغات الحية.

 

 

التي يتكلم بها الناس عصر نزول القرآن، واللغة العربية كانت إحدى أهم تلك اللغات، و من الواضح أيضا أنه على أي لغة أخرى غير العربية، كان يقع الاختيار فإن هذه الشبهة كان يمكن طرحها ، وحينها كان يقال لماذا نزل القرآن بهذه اللغة، فقال الله عز وجل ” ولو جعلناه قرأنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمى وعربى قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد” وهذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن أي كتاب سماوي ينبغي أن ينزل بلغة الرسول الذي ينزل عليه ذلك الكتاب، ليتمكن من التعامل معه بصورة طبيعية، ومن هذا المنطلق كان من الطبيعي إختيار اللغة العربية دون غيرها من اللغات.

 

 

حيث أنها اللغة التي كان يتحدث بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكما أن أي رسول لا بد وأن يتحدث بلسان القوم المرسل إليهم، أو المبعوث فيهم، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر حيث قال الله تعالى ” وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء وهو العزيز الحكيم” فكان من الطبيعي أن يتم نزول القرآن باللغة العربية التي هي لغة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولغة قومه الذين يعيش معهم، لكن إختيار لغة قوم الرسول لا يدل على إنحصار الدعوة في من يتكلم بتلك اللغة، خاصة وأن الأدلة القاطعة تثبت خلاف ذلك، وهذا مضافا إلى أننا لا نشك في أن نزول القرآن باللغة العربية دون غيرها من اللغات لم يكن عفويا.

 

بل كان لأسباب دقيقة، وهو بكل تأكيد إختيار حكيم لأنه من رب العالمين ، ونحن نؤمن بوجود الحكمة في هذا الاختيار سواء تبينت لنا أسبابه أم لم تتبين، وأن خصائص اللغة العربية و قابلياتها الحيوية ومرونة تعبيراتها وسعتها وما إليها من مميزات من حيث الاشتقاق الصرفي، والايجاز ، والخصائص الصوتية، وإمكانية تعريب الألفاظ الواردة، تجعل إختيارها لغة للقرآن الكريم هو الخيار الصحيح، ومن جانب آخر فأن اللغة العربية، كما جاء في الأحاديث هي لغة عدد من الأنبياء العظام السابقين عليهم السلام، وقد كانوا يتكلمون بها، ولقد جاء في بعض الروايات أن خمسة أنبياء من العرب هم هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام، وأن لغة النبي آدم عليه السلام حينما كان في الجنة كانت العربية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!