موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تنزيل من عزيز حكيم ” جزء 10

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء العاشر مع تنزيل من عزيز حكيم، وأن لغة النبي آدم عليه السلام حينما كان في الجنة كانت العربية، حيث أنها لغة أهل الجنة، وستكون العربية لغتهم التي يتكلمون بها في الجنة، فكل هذه الأمور مما ترجح وتدعم إختيار اللغة العربية لأن تكون لغة للقرآن الكريم، ولقد بيّن الله تعالى، لعباده الصفة والكيفية التي ينبغي عليهم قراءة القرآن بها، والتي أمر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الصفة جاءت بقوله سبحانه وتعالى ” ورتل القرآن ترتيلا ” أي بطمأنينة مع مراعاة أحكامه، كالتفخيم والترقيق والمد وإخراج الحروف من مخارجها، وغير ذلك من الأحكام مع المداومة على قراءته وذلك لما في هذه الصفة من تيسير فهمه وحفظه، وتسمى هذه الكيفية بالتجويد.

 

ومن خالفها أو أهملها فقد خالف سُنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأه بغير الصفة التي أنزله الله تعالى بها، وإن للقراءة الصحيحة ثلاثة أركان، فالركن الأول هو موافقة اللغة العربية ولو بوجه من الوجوه حتى وإن كان ضعيفا، كقوله تعالى في سورة الأنعام ” وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ” فقرأ ابن عامر كلمة زُيّن بالمبني للمجهول، وكلمة قتل بضم اللام، وكلمة شركائهم بالكسر، وأما الركن الثاني فهو موافقة الرسم العثماني ولو احتمالا، فموافقة الرسم قد تكون تحقيقا أو تقديرا كقوله تعالى في سورة الفاتحة ” مالك يوم الدين ” فكلمة مالك قرأها البعض بحذف الألف وهي قراءة محتملة اللفظ تحقيقا، وقرأها البعض بإثبات الألف وهي قراءة محتملة تقديرا.

 

 

وأما عن الركن الثالث، فهو صحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك عن طريق تواتره وتجدر الإشارة إلى أن اختلال أحد هذه الأركان يوجب كون القراءة شاذة ولا يجوز القراءة بها، وعلينا أيضا التدبر فى كتاب الله، ويعرف التدبر في اللغة بأنه النظر في عاقبة الأمور ومعانيها بتعمق، فقال الله تعالى ” أفلا يدبروا القول ” أي لم يفهموا ما خاطبهم به القرآن، وقيل أن معنى التدبر في الاصطلاح الشرعي بأنه التأمل في معاني القرآن، والتفكر فيه وفي عواقبه ومبادئه وكل ما يلزم من ذلك، ويعد تدبره من أفضل العبادات، لأن المسلم من خلاله يفهم كلام الله عز وجل ومراده، ولذلك ورد عن الإمام الزركشي قوله بكراهة قراءة القرآن من غير تدبر.

 

 

فقراءته مع تدبره أفضل من قراءته سريعا من غير تدبُر، ومما يؤكد ذلك قوله تعالى ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ” وأيضا تدوين القرآن الكريم لما أنزل الله تعالىن فالقرآن كان واجبا على الأمة حفظه، وذلك بكتابته وتدوينه، فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم، كتابا له وسمّاهم كُتاب الوحي، فكانوا يكتبون ما ينزل منه على الحجارة وأوراق النخل والرقاق البيض، وعندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ارتد الكثير من الناس عن الإسلام وامتنعت بعض القبائل عن دفع الزكاة، مما اضطره إلى مُحاربتهم، وقد بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال مُسيلمة الكذاب، واستشهد في ذلك القتال سبعون من قراء الصحابة رضي الله عنهم.

 

 

ومنهم سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه وهو أحد القراء الذين أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأخذ القرآن عنهم فاستشعر عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطورة ذلك، فأشار على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن وكتابته في مصحف واحد بدل أن يكون متفرقا في الصحف، وقد رفض أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الفكرة في البداية، وبقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يراجعه في ذلك إلى أن شرح الله تعالى صدره لهذه الفكرة، فوضع مجموعة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم لهذه المهمة وعيّن عليهم زيد بن ثابت رضي الله عنه، لأنه كان أحد كتاب الوحي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن وجمعه من الصحف ومن صدور الرجال الحفظة حتى جمع القرآن كاملا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!