موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، وهذا أبيّ بن كعب رضى الله عنه عن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبيّ بن كعب ” إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك ” قال آلله سمّاني لك؟ قال ” الله سمّاك لي ” قال فجعل أبيّ يبكي، وفي رواية ” إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة ” لم يكن الذين كفروا ” قال وسمّاني لك؟ قال ” نعم ” قال فبكى” رواه مسلم، وهذا ابن عباس عن بن أبي مليكة قال سمعت بن عباس من مكة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وكان يصلي ركعتين فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن يقرأ حرفا حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب ويقرأ ” وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ”

 

والقرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هداية ورحمة للناس جميعا، وهو كتاب الله الخالد، وحُجته البالغة، وهو باقى إلى أن تفنى الحياة على الأرض، وفيه أنزل الله تعالى شريعته وحكمه التام الكامل، ليتخذه الناس شرعة ومنهاج حياة، وهو معجزة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي عجز الجن والإنس جميعا عن أن يأتوا بمثلها بعد أن تحداهم الله بذلك، ولا وصف للقرآن أبلغ مما وصفه به الله سبحانه وتعالى، ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبيان بعض هذه الأوصاف، هو الروح والروح ما تحصل به الحياة، ووصف بذلك في قوله سبحانه وتعالى ” وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ” وأيضا النور.

 

 

وهو ما يحصل به الإبصار، فقال الله سبحانه وتعالى ” وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ” وأيضا هو الهادي، أي الذي يهتدي به الناس إلى الطريق القويم، فقال الله سبحانه تعالى ” إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ” وأيضا هو الشفاء والرشاد، فقال الله سبحانه وتعالى ” قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ” وأيضا هو الحق الذي لا يأتيه باطل أبدا، فقال الله سبحانه وتعالى ” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ” وهو كتاب الله، والفصل، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والذكر الحكيم، وقد وردت هذه الأوصاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجدر الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى، أقسم بالقرآن الكريم في كثير من المواضع فيه.

 

 

ومنها قوله تعالى ” والكتاب المبين ” والقرآن هو كلام الله تعالى، وعظمته من صلته بالله سبحانه، ومن هنا فقد شرع الإسلام أحكاما خاصة في التعامل معه رعاية لحرمته، وتأكيدا على صونه، وإظهاراً لفضله، ومن مكانته العظيمة أن الصلاة لا تصح إلا به، إذ يجب على المسلم أن يقرأه في كل ركعة في الصلاة، كما لا يصح إيمان المسلم إلا إذا آمن به، وإن لتلاوة القرآن والإستماع إليه العديد من الآداب التي ينبغي للمسلم التأدّب بها، وهو استقبال القبلة قدر الإمكان، وكذلك استعمال السواك، لما فيه من طهارة وتعظيم للقرآن، وكذلك الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، والمحافظة على نظافة الثوب والبدن، وكذلك الخشوع والتفكر والتدبر عند التلاوة، مع حضور القلب حال تلاوة آيات القرآن الكريم.

 

وكذلك البكاء او التباكي مع القراءة، مع تزيين الصوت بها، وتحسينه بقدر الاستطاعة، وكذلك التأدب حال القراءة، والبعد عن الضحك والعبث بكل ما يُلهى عن التلاوة، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ” وكذلك الاتعاظ بكل ما جاء في القرآن من حكم ومواعظ، مع الإقبال على التلاوة بقلب خاشعٍ ومُتفكر لمعاني التلاوة، ولقد جاءت الكثير من الأدلة في القرآن الكريم، والسُنة النبوية التي تبيّن فضل قراءة وتلاوة القرآن، كقوله تعالى ” إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانيه يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضلة إنه غفور شكور “

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!