موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، وإن من هذه الفضائل، هو أن تلاوة القرآن الكريم سبب للنجاة والبعد عن مثل السوء الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله ” إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ” وإن تلاوته سبب لرفع صاحبها في الدنيا والآخرة فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ” إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوما ويضع به آخرين ” وكذلك فإن تلاوته سبب لتنزل البركة، والحصول على الخيرية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ط فَلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل” وكذلك فغن تلاوة القرآن الكريم سبب لنيل أربعة من الأمور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

الواحدة منها خير من الدنيا وما فيها، وإن تلاوته سبب للحفظ في الدنيا، والبعد عن الغفلة، ويكتب الله تعالى بكل حرف يقرأ من القرآن عشر حسنات، بالإضافة إلى أن قارئ القرآن يُعد من أهل الله تعالى وخاصته، ويحصل على الدرجات العالية في الجنة، ويكتبه الله تعالى من القانتين، كما أن القرآن يأتي شفيعا يوم القيامة لمن يقرأه، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” اقرؤوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه ” وهذا رجل أعرابي جلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ” إذا زلزلت الأرض زلزالها ” والرجل يسرح في معاني الآيات حتى وصل النبى صلى الله عليه وسلم إلى آخر السورة ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شر يره ”

 

فقال الأعرابي يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال ” نعم ” فقال الأعرابي واسوأتاه، مرارا، ثم قام وهو يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان” وهذا ثابت عن حماد قال كان ثابت يقرأ بتلك الآية من سورة الكهف ” أكفرت بالذى خلقك من تراب ” وهو يصلي صلاة الليل ينتحب ويرددها، وهذا الفضيل قال بشر بن الحكم النيسابوري كانت امرأة الفضيل تقول لا تقرؤا عند إبني بالقرآن فقال بشر وكان إذا قرئ عنده القرآن غشى عليه، وقال بشر وكان بن الفضيل لا يقدر على قراءة القرآن فقال لأبيه يا أبة ادع الله لعلي استطيع أن أختم القرآن مرة واحدة، ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا ”

 

 

والتدبر في اللغة هو النظر في العواقب، ويقال لمن نظر في أمر قد أدبر، استدبر فلان أمره، ويقال لو استقبلت من أمري ما استدبرت، أي لو عرفت في صدره ما عرفت في عاقبته، ومعنى الآية الكريمة هنا هو أنه أفلا يتأملون القرآن ويتفكرون فيه؟ وقال الله تعالى فى سورة ص ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ” وقال الله تعالى فى سورة محمد ” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ” وقال ابن كثير في تفسيره، يقول تعالى آمرا عباده بتدبر القرآن، وناهيا لهم عن الإعراض عنه، وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة، ومخبرا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تضاد ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد، فهو حق من حق.

 

 

ومن لا يتدبر القرآن لا شك أن على قلبه قفلا، ويقول ابن القيم رحمه الله، تحديق الناظر في القرآن الكريم وتأمله في معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعلقه هو المقصود من إنزاله فيقول الله تعالى فى سورة ق ” إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ” وقال ابن القيم رحمه الله، قلوب الناس عند سماع القرآن ثلاثة أنواع رجل قلبه ميت، فذلك الذي لا قلب له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقه، والثاني هو رجل له قلب حي مستعد، ولكنه غير مستمعٍ للآيات المتلوة، التي يخبر بها الله تعالى عن الآيات المشهودة، إما لعدم ورودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرا، فهذا أيضا لا تحصل له الذكرى، مع استعداده ووجود قلبه، والثالث هو رجل حي القلب مستعد، تليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب، ملقي السمع، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات المتلوة والمشهودة، فإن الأول هو بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!