موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، فعن أنس رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له ” أسلم ” فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول” الحمد لله الذي أنقذه من النار ” رواه البخاري، كذلك فعل من بعده صلى الله عليه وسلم، الصحابة والتابعون مع جيرانهم من غير المسلمين، فقد روى البخاري عن مجاهد بن جبر قال كنت عند عبدالله بن عمرو، وغلامه يسلخ شاة، فقال يا غلام، إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي، فقال رجل من القوم اليهودي أصلحك الله؟

 

قال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى خشينا أو رُئينا أنه سيورثه، وهكذا فإن غير المسلمين في بلدنا لهم عهد وأمان وذمة سواء كانوا سيّاحا أو زائرين أو مقيمين، وأن الغدر بهم أو الاعتداء عليهم جريمة نكراء وفعلة شنعاء، أوقع ديننا الحنيف بفاعلها أشد العقوبة والتنكيل في الدنيا والآخرة، فقد روى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قتل معاهدا، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” وقال الإمام ابن حجر العسقلاني، قوله صلى الله عليه وسلم ” من قتل معاهدا ” فالمراد بالمعاهد هو من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان، أو أمان من مسلم”

 

 

وروى النسائي عن عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه، قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من آمن رجلا على دمه، فقتله، فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرا ” وهكذا فقد حرم الإسلام جميع الدماء بما فيها دماء غير المسلمين، ووضع أسس وقواعد الأمان والسلام والمواطنة في التعامل مع الآخر، فهل بعد ذلك يأتي أحد حاقد على الإسلام فيقول إنه دين قتل وإرهاب، ويلصق به من التهم ما هو منها براء ؟ وإن شأن المؤمن أن يتفاعل كيانه كله مع كلام الله عز وجل، ومن هنا يقول الله تعالى فى سورة الزمر” الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ”

 

فكانوا إذا سمعوا القران اقشعرت جلودهم ولانت قلوبهم إلى الله رب العالمين كانوا إذا مروا بآيات فيها ذكر النار صرخوا منها خوفا كأن النار خلقت لهم وكأن الآخرة أمام أعينهم، وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال قلت لجدتي أسماء كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن قالت ” تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله ” وقيل أنه قدم أناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضى الله عنه، فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه ” هكذا كنا ” وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه قيل عنه أنه صلى بالجماعة صلاة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته.

 

 

وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء، فيدل على تكريره منه، وفي رواية أنه بكى حتى سُمع بكاؤه من وراء الصفوف، ويقول عبد الله بن شداد بن الهاد سمعت نشيج عمر بن الخطاب وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح يقرأ من سورة يوسف يقول ” إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ” وعن علقمة بن وقاص قال صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشاء الآخر فقرأ بسورة يوسف فلما أتى على ذكر يوسف نشج عمر حتى سمعت نشيجه وإني لفي آخر الصف، وعن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر أن عمر قرأ سورة مريم فسجد ثم قال هذا السجود فأين البكاء، وقال البيهقى في شعب الإيمان وروينا في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الحسن قال كان عمر بن الخطاب يمر بالآية في ورده فتخيفه فيبكي حتى يسقط ويلزم بيته اليوم واليومين حتى يعاد ويحسبونه مريضا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!