هہى ليـسـت لگ
هہى ليـسـت لگ..
بقلم/إيمان الشيخ
يظهر لنا بعض الأشخاص فى إيطارات ليست لهم أو نجدهم فى مساحات ليست لهم و يكونوا ظاهرين لأنهم وببساطة لا يملؤون مساحات البرواز الذى وضعوا أنفسهم فيه وهذا ليس عيبا فيهم بقدر ما هو خطأ وسوء تقدير منهم فعلى المرء منا أن يتعقل فى إختيار كل شئ يتعامل معه لأنه سيؤثر فيه ويتأثر به وسيظهر به أمام الجميع فعليه أن يعمل جاهدا على ملئ مكانه وسد خانات الوضع الذى فيه.
قلتها مرارا وتكرارا وسأكررها علينا تجنب التقليد الأعمى وأن ندرس ما نأخذه من غيرنا من ثقافات لكى لا نعطى فرصة لشخص ليتملك من عقولنا ويبرمجنا كيفما يشاء ويتلاعب بمصائرنا.
مناسبة هذا الحديث هو ما ظهر لنا أخيرا عن التغييرات التى أجراها السيد مارك على الفيسبوك وإدخال النظام الجديد المسمى بالميتافيرس هذا النظام الذى يتحدى الطبيعة تحدى صارخ فقد صرح أن من دخل عالم الميتا فيرس فسيعيشها كما لو كان فى الحقيقة بل وصل به ان قال أن من يموت فى الميتا فيرس سيموت فى الحقيقة ولعلكم قرأتم هذا الحديث .
فى عجالة لنتعرف سريعا عن الميتافيرس فى سطور بسيطة الميتافيرس عبارة عن عالم إفتراضى كما لو أنك اغمضت عينيك وتركت دنياك إلى عالم آخر، عالم ترسمه بيدك وبالطريقة التى تريدها ولتقريب فكرة “ميتافيرس” للأذهان، قال زوكربيرغ إن الأمر أشبه بتحويل الإنترنت إلى بيئة ثلاثية الأبعاد لا يقتصر دور المستخدم على النظر إليها أمام شاشته بل الدخول في هذه البيئة بنفسه حتى يصبح أحد عناصرها، ولتنفصل حواسه عن عالمه الحقيقي فترة بقائه في العالم الافتراضي. وهنا السؤال نحن كمسلمين هل يجوز هذا؟ هل يجوز الإعتراض والهروب من حياة يجازينا الله عنها؟ هل يجوز الهروب من الأقدار التى قدرها الله لنا؟ سؤال آخر لماذا حرم الله الإنتحار أو تحديد نهاية الحياة؟ لأن فى ذلك إعتراض على ما قدره الله لنا وعدم الصبر على ما أراده الله لنا وقدره ويجازينا على تحلمنا له، إذا الإعتراض على الحياة الواقعية ليست لنا كمسلمين.
من ناحية آخرى إذا قضينا أوقاتنا فى عالم إفتراضى متى إذا سنحيا العالم الحقيقي متى سنواجه مصائرنا ونلاحظ أبنائنا ونرعى شؤون أسرنا فإذا خلقنا لأنفسنا عالم إفتراضى وبالطبع سيكون جميل لأنه من صنع الشخص لنفسه فبديهى سيكون بالنسبة له ممتع يحتوى على كل ما يحب كيف سنفلت من براثن هذا العالم وكيف سنخرج منه وهل سنستطيع نزع النظارة من على أعيننا لنذكر الله ونتدبر خلقه أفلم يقل سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ * وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ صدق الله العلى العظيم.
أطلت فى الآيات لأنها جميعها مناسبة لحديثى ولأنها تتحدث عن التفكر والتدبر والصبر والمثابرة والقيم الجميلة التى سيحجبنا عنها العالم الإفتراضى .
أخى المسلم أختى المسلمة أو حتى المسيحى فالمسيحية شقيقة الإسلام لولا أن الإسلام جاء ليكملها لقد أكرمنا الله بعالمنا الإفتراضى الذى نلجأ له كلما ضاقت بنا الحياة وهو ذكر الله وتدبر آياته وأحاديث وسنن رسله هؤلاء هم النجاة هم الملجأ هم المأوى وليس عالم الميديا.
فعلينا التعقل والتدبر لما يحاك لنا وأن نترك التقليد الأعمى وأنا ومنذ البدايه أعترض على إمتلاك الكثير للفيسبوك لأنه يخص فئة معينة فهو مكان للتواصل الإجتماعى ليعطى فرصة للتعارف بين الشعوب لتتعرف على ثقافات الشعوب ولتوصيل رأيك وفكرك للغير وليصلك أفكارهم ولكن ماحدث غير ذلك فاليوم أصبح الكل يمتلك هذه التطبيق على هاتفه الطفل والشيخ والمرأة صغيرة وكبيرة مراهقة وطالبة ومتزوجة وغير ذلك كما يقال فى اللغة الدارجة (كله فى كله) وهذا عين الخطأ والنتيجة أصبحنا نسمع عن جرائم وهروب صغيرات وخراب بيوت بطريقة غير مسبوقة ليس ذلك فقط بل وتجرأت بعض السيدات على الرزيلة عبر هذا التطبيق.
أحبتى فى الله لنفيق ونستفيق ولنستحضر وجود الله فى قلوبنا فهو ملاذنا هو الملجأ هو السند هو الكريم فلنكون دائما فى حضرته لا حضرة غيره فمن كان فى حضرت الكريم لا يضام وصدقونى هى ليست لنا فإن تناولناها فلنأخذ البسيط منها تماما كما قال الله تعالى إلا من إغترف غرفة بيده فلا تكثر الغرفة وتعامل بحذر فالبيت له سكانه ولا وجود لنا فيه فلنمر خفافا حتى لا نتوه فى ثناياه المتشعبة وتنغلق علينا أبوابه فنضيع فى متاهته ونغرق فى ظلمة جبه الموحشة علينا أن لا نسبح فى عالم الخيال حتى لا نغرق فى متاهاته الموحشة فتكسرنا أمواجه العاتية ونتوه فى دروبه المظلمة.
باعتذر للإطالة ولكن الأمر جد مقلق والخطب جلل نسأل الله العفو والعافية وحسن الختام. اللهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم.
