موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 19″

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 19″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

ونكمل الجزء التاسع عشر مع القعقاع بن عمرو، فقد امتلأت بطون كتب التاريخ شعرا من شعره، وكان المؤرخون يأخذون تفاصيل الأحداث من وصفه الدقيق لمجريات المعارك، وقيل أنه يعتبر القعقاع بن عمرو التميمي من الفرسان الذين قالوا الشعر، ولم يذكر المؤرخون شيئا عن شعره قبل الإسلام، وإنما اتفقوا على قوله الشعر بعد إسلامه، وكان القعقاع من أولئك المتحمسين للفتوحات الإسلامية، ووجد فيها ضالته عندما اشترك فيها، وكان له تأثير كبير جعله يقرض الشعر في المعارك والحروب الإسلامية، ويعد شعره وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، حيث لم يترك معركة اشترك فيها إلا وصورها بشعره تصويرا دقيقا، يتفق مع الأحداث التاريخية اتفاقا تاما.

 

 

 

 

 

ويشيد فيه ببطولته وبطولة إخوانه المسلمين وبلائهم في هذه الفتوح، حيث نراه قد قرض الشعر في أكثر المعارك التي اشترك فيها في بلاد فارس، ويكاد يكون القعقاع أكثر شعراء الفتوح شعرا، فله في كل معركة، وفي كل موقف، مقطوعة شعرية أو أكثر، على حسب أهمية الحدث، وأكثر ما يتناول في شعره عبارات الجهاد، والإيمان بالله، وطلب الشهادة التي كان يتمناها، وهو يرجو بذلك وجه الله وجنته، التي أعدها للذين يجاهدون في سبيله، منطلقا في ذلك من قوله تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين” وفى معركة اليرموك، كان جيش المسلمين ستة وثلاثين ألفا.

 

 

 

 

 

وكان الروم في مئتي ألف على أقل تقدير، وقائد هذه المعركة هو سيف الله خالد بن الوليد، وكان على مجنبتى قلب الجيش عكرمة والقعقاع، فأمرهما أن ينشبا القتال، فتقدم البطلان يتحديان الروم ويدعون إلى المبارزة ثم هجموا في التحام عام، وحمى الوطيس، ونادى عكرمة من يبايع على الموت، وفصل خالد فرسان الروم عن المشاة فخرجوا من المعركة، وهبط الظلام فدفع المسلمون الروم إلى هوة الواقوصة، وكانوا قد قيدوا أنفسهم عشرة عشرة، فكان إذا سقط واحد منهم جر من تسلسل معه، قال الإمام ابن جرير الطبري في تاريخه فسقط في الواقوصة وقتل عندها مئة ألف وعشرون ألفا، سوى من قتل في المعركة، وانهزم الفلول إلى دمشق، فقال القعقاع ”

 

 

 

 

 

ألم ترنا على اليرموك فزنا، كما فزنا بأيام العراق، وعذراء المدائن قد فتحن، ومرج الصفرين على العتاق، قتلنا الروم حتى ما تساوى، على اليرموك ثفروق الوراق، فضضنا جمعهم لما استحالوا، على الواقوص بالبُتر الرقاق، ولحق المسلمون الروم إلى دمشق، وحاصرها خالد عند باب شرقى، وفي ليلة هادئة قطع خالد والقعقاع والأبطال الصناديد خندق السور سباحة، ثم نصبوا سلالم من حبال أعدوها وأثبتوها في أعالي الشرفات، وثبوا أسفلها بالأرض خارج الخندق، وصعدوا فيها، فلما وصلوا إلى أعلى السور، صاح القعقاع بالتكبير، وكان صوته كأنه صوت البوق، كبر وكبر معه أصحابه، فصعد المسلمون على السلالم، وانحدر خالد والقعقاع والجند وفتحوا الباب ودخلوا،

 

 

 

 

 

وكان فتح دمشق مقدمة لفتح القدس، ولقد كان القعقاع بن عمرو التميمى داهية الأبطال وبطل الدهاة، ولم يبعد من قال في حقه، وينتقل الصديق إلى جوار ربه، ويتولى الفاروق عمر بن الخطاب الخلافة، فيكون أول قرار له هو عزل خالد بن الوليد وتولية أبي عبيدة عامر بن الجراح على قيادة جيوش المسلمين، في حين يظل خالد قائدا على الجيش الذى قَدم به من العراق، وفي الكوفة عاش القعقاع أيامه الأخيرة، وبعد حياة حافلة بالجهاد، فياضة بالبطولة والغيرة على دين الله عز وجل، انتهت حياة قائد من قادة الإسلام، ومضت رحلة حياة طويلة حمل فيها أحد قادة النبى صلى الله عليه وسلم سيفه في سبيل نشر كلمة الحق، والقضاء على الشر والباطل على وجه الأرض.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!