موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

ماتت أمى……   

متابعه: حامد خليفه

 

بقلم: سمية العجوز

 

يوم غابت أمي عن الدنيا غابت عنى الدنيا بكل ما فيها.. لم أكن أعلم قبل وفاتها أنها الحياة بكل تفاصيلها.. الآن أدركت يا أمى… الآن فقط.. عندما رأيت أولادي ينظرون لى كما كنت أنظر إليك.. أنهم يروني الأمان والقوة والنجاح والسعادة.. ينطلقون فى الدنيا وهم يشعرون بالأمان لانى معهم…

أما أنا فمازلت أبكى لفراق أمي…

أطفأت ضوء الغرفة عند النوم سمعت صوت ابني الصغير ينادى : إتركى الضوء يا أمى فأنا أخاف الظلام…

ابتسمت وجال بخاطري ذكريات الماضي عندما كنت أقول نفس الكلمات لأمى.. وشعرت أنني كبرت.. وأكتشفت أن هنالك أمورٌ تخيفُ اكثرُ من الظلام …

كبرت… وأدركت بأن وراء ضحكة أمي ألف دمعة .. ووراء قوة أبي ألفُ مرض …

 

كبرت… وأدركت أن المشاكل، ما عادت تحل بقطعة حلوى أو فستان أو حقيبة …

وأيقنت أن والدينا لن يمسكا أيدينا مجددا أثناء عبور الشارع ، أو منعطفات الحياة …

 

كبرت… و مضي قطار العمر.. ورحل أبي ورحلت أمى .. فعلاً زرفت العين دموعا والقلب دما..

 

الآن فقط أدركت أن قسوة أمي كانت حبا، وغضبها حبا، وعقابها حب.

 

يالها من حياة ، وما أغربها من دنيا.. وما أقصر العمر ..الآن أعتذر للعالم من أجلك يا أمي فأنتى أروع ما في الكون…

عذراً – فيثاغورس

فأمى هي المعادلة الأصعب

عذراً – نيوتن

فأمي هي سر الجاذبية

عذراً – أديسون

فأمي هي المصباح الذى أضاء حياتي..

عذراً – أفلاطون

فأمي هي المدينة الفاضلة في أعماق قلبي..

عذراً – روما

فكل الطرق تؤدي إلى حب أمي

 

عذراً – لكل من أدعي محبتي

فأمي هي حبيبتي

وعذرًا للجميع ؛

فهي أمرأة لن تتكرر في هذه الحياة …

شكرًا أمي لأنك أمي..

وعذرا أمي لانني لم أدرك هذه الحقائق إلا بعد رحيلك..

بكيت كثيرا لفراقك وبكيت أكثر لجهلي بقدرك.. والآن أبكيكى لانني فى الحقيقة أبكي نفسي فيكى.. وكلما مررت بأزمة بكيت قيل لي ما يبكيكى قلت : ماتت أمي..

مازلت أبكي وفى كل مرة حين يسألني الناس عن سر بكائي.. أقول : “ماتت أمي”..

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!