موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

المغيرة بن شعبة الثقفى ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع المغيرة بن شعبة الثقفى، وعن جماعة قالوا قال المغيرة بن شعبة رضى الله عنه، كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم، فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وإهداء هدايا له، فأجمعت الخروج معهم، فاستشرت عمي عروة بن مسعود، فنهاني، وقال ليس معك من بني أبيك أحد، فأبيت، وسرت معهم، وما معهم من الأحلاف غيري، حتى دخلنا الإسكندرية، فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر، فركبت زورقا حتى حاذيت مجلسه، فأنكرني، وأمر من يسألني، فأخبرته بأمرنا وقدومنا، فأمر أن ننزل في الكنيسة، وأجرى علينا ضيافة، ثم أدخلنا عليه، فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه.

وأجلسه معه، ثم سأله أكلكم من بني مالك؟ قال نعم، سوى رجل واحد، فعرَّفه بي، فكنت أهون القوم عليه، وسُرَّ بهداياهم، وأعطاهم الجوائز، وأعطاني شيئا لا ذكر له، وخرجنا، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم، ولم يعرض عليَّ أحد منهم مواساة، وخرجوا، وحملوا معهم الخمر، فكنا نشرب، فأجمعت على قتلهم، فتمارضت، وعصبت رأسي، فوضعوا شرابهم، فقلت رأسي يُصدع ولكني أسقيكم فلم ينكروا، فجعلت أصرف لهم، وأترع لهم الكأس، فيشربون ولا يدرون، حتى ناموا سكرا، فوثبت وقتلتهم جميعا، وأخذت ما معهم، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فأجده جالسا في المسجد مع أصحابه، وعليَّ ثياب سفري، فسلمت، فعرفني أبو بكر رضى الله عنه.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم”الحمد لله الذي هداك للإسلام” قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه أمن مصر أقبلتم؟ قلت نعم، قال ما فعل المالكيون؟ قلت قتلتهم، وأخذت أسلابهم، وجئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليخمسها فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أما إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئا لأن هذا غدر، ولا خير في الغدر” فأخذني ما قَرُب وما بعُد، وقلت إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت الساعة، وقال صلى الله عليه وسلم “فإن الإسلام يجُب ما كان قبله” والصحابى المغيرة بن شعبة كان يقال له مغيرة الرأي، فقد كان من دهاة العرب، وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق، وقد لاه عمر بن الخطاب، البصرة، ففتح ميسان، وهمذان، وعدة بلاد.

فعن المغيرة بن شعبة قال إن أول يوم عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت أمشى أنا وأبو جهل، إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأبي جهل ” يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله، فقال أبو جهل، يا محمد هل أنت منته عن سبّ آلهتنا، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت، فو الله لو أني أعلم أن ما تقول حق ما اتبعتك، فانصرف رسول الله صلى اله عليه وسلم، وأقبل عليّ فقال والله إنى لأعلم أن ما يقول حق، ولكن بنو قصيّ قالوا فينا الحجابة، فقلنا نعم، فقالوا فينا الندوة، قلنا، نعم، ثم قالوا فينا اللواء، فقلنا نعم، وقالوا فينا السقاية، فقلنا نعم، ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكت الركب قالوا منا نبيّ، والله لا أفعل، ومن دهاء المغيرة بن شعبة.

أنه لما شكا أهل الكوفة عمارا، فاستعفى عمار عمر بن الخطاب، فولى عمر جبير بن مطعم الكوفة، وقال له لا تذكره لأحد، فسمع المغيرة بن شعبة أن عمر بن الخطاب خلا بجبير، فأرسل امرأته إلى امرأة جبير بن مطعم لتعرض عليها طعام السفر، ففعلت، فقالت نعم ما حييتني به، فلما علم المغيرة جاء إلى عمر بن الخطاب فقال له بارك الله لك فيمن وليت، وأخبره الخبر فعزله وولى المغيرة بن شعبة الكوفة، فلم يزل عليها حتى مات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقد أقام المغيرة بن شعبة مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى اعتمر عمرة الحديبية، يقول، فكانت أول سفرة خرجت معه فيها وكنت أكون مع الصديق وألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يلزمه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!