موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء، فقال تعالى فى سورة النحل ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” وقال الله عز وجل فى سورة الرعد ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب” وبهذا المنهج الإسلامى يربح المرء صحته النفسية، ويقنع بما قسم الله، ويتأكد أن عين السعادة ليست في كثرة الأموال بقدر ما هي في القناعة التي تنبعث من القلب، فقال صلى الله عليه وسلم “من أَصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” وكما يجب تحمل المسؤولية الفردية.

بتحقيق التوكل الحقيقي القاضي بأخذ الأسباب، والإيمان بقَضاء الله وقدره دون الاحتجاج به على فعل المعاصي، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” قل هو من عند أنفسكم” وإن الإنسان المؤمن يغلب أمله يأسه، ذلك أن من لوازم الإيمان القوي بالله وباقي أركان الإيمان هو إنتاج إنسان لا يعرف اليأس والقنوط والإحباط، ولا يشعر بعقدة الإثم بل يحيا بأمل، ويبادر إلى التوبة والعمل، شعاعه، فيقول الله تعالى فى سورة الزمر ” قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” ذلك أن الإسلام يعتبر اليأس قرين الكفر والضلال، فقال تعالى في قصة نبي الله يعقوب عليه السلام مع يوسف.

” إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون” وقال تعالى على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام فى سورة الحجر ” ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون” وإن الأسر تنقسم إلى ثلاثة أنواع، فالنوع الأول وهى الأسر المنغلقة، وهي التي لا تحبذ التفكير والتجارب والاختلاط، تسير على قواعد متوارثة، والنوع الثاني وهى الأسر الديمقراطية، وهي التي ترحب بالمبادرات الجديدة، وتعطي مساحة لأبنائها في التفكير والتعامل والكثير من الحرية، أما النوع الثالث فهي الأسر المتسيبة، وهي التي تختفي فيها الأدوار، مع عدم وضوح منظومة القيم داخل الأسرة، والقواعد بداخلها متسيبة نوعا ما، وهذه النوعية من الأسر لا تنشئ طفلا إيجابيا.

وبالتالي فإن الأسرة هي التي تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية، ورد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته، وإن الطفل الملتزم في المدرسة والمنزل، والذي يقوم بتحقيق تحصيل أكاديمي عالى بالطبع يتمتع بالإيجابية، ولكن لا ينبغي الاقتصار على أن الطفل الذكي والناجح بمدرسته هو الطفل ذو الصفة الإيجابية لأن ذلك سوف يهمش باقي الأطفال ويحرمهم من هذه الصفة لأنه ليس بالضروري أن يتميزوا في الدراسة والالتزام المدرسي فقط فمن الممكن أن يتميز في شأن آخر، والله سبحانة وتعالى ربط بين الإيمان والعمل في كثير من آيات القرآن الكريم، كقوله تعالى ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات”

وكذلك البعد عن مخالفة الأقوال للأفعال، حيث قال تعالى “يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” وكذلك جمع التربية الإسلامية بين الطابع الفردي والجماعي، حيث تربي الإنسان على الفضائل، وتحمله مسؤولية أعماله، وكل ذلك لا يعني انفصاله عن المجتمع الذي يكفل له التكامل والتكافل والقوة، فبيّن الإسلام أن المسلم عون لأخيه المسلم، كما أنها تعزز أهمية القدوات في التأثير على الفرد، وتؤكد على دور الأسرة في هذه التربية، وكما يجب تربية الفرد على مراقبة ربه عز وجل حيث تنمي فيه الدافع والرقيب الداخلي الذي يجعله مستقيما، مراقبا لربه في جميع أعماله، لقوله تعالى ” إن الله لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء”

وعلموا أولادكم الصدق بالقول والفعل، فإذا حدثتموهم فلا تكذبوا عليهم وإذا وعدتموهم فلا تخلفوا وعدكم فيروى عن النبي صلى الله عليه وسلم “أن من قال لصبي تعالى هاك ثم لم يعطه فهي كذبة” وإن أولادكم إذا رأوكم تكذبون هان عليهم الكذب وإذا رأوكم تخلفون الموعد هان عليهم الإخلاف.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!