موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء، وكما يجب أن يعلم الطفل تمام العلم بأنه في بيئة يكون مُعرضا فيها لارتكاب الأخطاء، والعمل على تصحيحها هو الشيء الأهم، وعندما نتحدث عن تعديل سلوكيات الأطفال السلبية إلى سلوكيات صحيحة إيجابية، يجب أن يبدأ الآباء بتعديل السلوكيات الخاصة بهم، والتي يراها الأطفال يوميا في المنزل، بالإضافة إلى استخدام عنصر التشجيع دائما في كل عمل يقوم به الطفل في حياته، حتى تتحول سلوكيات الطفل تدريجيا إلى سلوكيات إيجابية لأن هذه السلوكيات من الصعب جدا أن يغير قناعته تجاهها في الكبر، وكما يجب على الآباء استغلال كل تصرف أو سلوك يقوم به الطفل وتحويله إلى سلوك إيجابي.

فعلى سبيل المثال في مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تبدأ عند الطفل من سن الثانية عشرة من عمره، فيبدأ الطفل بالكذب على أمه طوال الوقت، في هذا التوقيت لا يجب على الأم انتقاد تصرفات هذا الطفل بسبب كذبه، ولكن يجب عليها تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، وتحويل تلك الظاهرة السيئة إلى ظاهرة إيجابية صحيحة من خلال زرع قيمة وأهمية الصدق في نفسية الابن لأنه إذا تعاملت الأم بطريقة خاطئة مع الأمر فيتعقد الأمر شيئا فشيا، وبالتالي لن تستطيع التعامل مع الابن بعد ذلك، وإن من السلوكيات الأسرية التي تترك أثرا إيجابيا، وتسهم في بناء شخصية إيجابية للطفل، وتلك السلوكيات الأسرية تتمثل في تكوين اتجاهات إيجابية لدى الطفل.

والاتجاه هو المكون الأساسي الذي ينمي شخصية مبادرة، وشخصية إيجابية، وشخصية مبدعة، وحتى نكوّن اتجاها لدى الطفل يجب أن نركز على ثلاثة جوانب هامة، وهم الجانب المعرفي، والوجداني، والسلوكي، فالجانب المعرفي بمعنى أنه يجب أن يحرص الآباء دائما على تنمية الجانب المعلوماتي امتثالا لقول الله عز وجل فى سورة طه ” وقل رب زدنى علما” وعندما نتحدث عن الجانب المعرفي يجب أن نراعي الخصائص النهائية للمرحلة العلمية، ومرحلة الطفولة ليست هي مرحلة واحدة وإنما هي عدة مراحل، فإدراك الوالدين بشكل عام بالمرحلة النهائية يجعلهم قادرين على الارتقاء المعرفي والثقافي والمعلوماتي الخاص بالطفل، وأما عن الجانب الوجداني.

وهو بمعنى أنه يجب على الأسرة أن تعمل على تبني توجه إيجابي لدى الأطفال لتنمية الجوانب الوجدانية، والتي تتمثل في غرس المبادئ والقيم، وهذه المبادئ والقيم هي محركات سلوكية نحو القيم كالأمانة والإخلاص والتفاني، كل هذه المعاني الإيجابية والقيمية التي تعتبر محركات سلوكية لها جوانب هامة في تكوين السلوكيات الأسرية الإيجابية لدى الطفل، وأما الجانب الثالث وهو المكون السلوكي بمعنى التطبيقي، فيجب على الآباء التركيز على هذا المكون الأخير لأنه حصيلة المكونين ال سابقين المعرفي والوجداني، وخاصة أننا نتحدث عن فئة الطفولة، وفئة الطفولة ربما لا تستوعب كثيرا الجانب المعرفي والوجداني، فيكون الجانب التطبيقي هو الذي يلمس الطفل.

لأن التطبيق معناه محاكاة ما يحدث في الواقع للطفل، ويظهر السلوك الإيجابى للطفل هذا جليا من خلال الممارسة والمعايشة في أنظمة المنزل المختلفة من الطعام والشراب والملبس والمعاملة داخل المنزل، فكل هذا عبارة عن سلوكيات يراها الطفل نصب عينيه على مدار الساعة داخل المنزل، كما يراها أيضا عند مربيه في الحضانة، وعند مدرسيه في المدرسة الابتدائية، وبالتالي فالطفل يرى سلوكيات مختلفة، سواء تمثلت هذه السلوكيات في جوانب التدريس أو المعاملات المختلفة، وهذه التطبيقات عندما نركز على الحماية الزائدة على سبيل المثال، فإن هذه الحماية الزائدة لن تشكل سلوكا إيجابيا مبادرا، وبالتالي فيجب أن نسعى إلى استقلالية الشخصية في الطعام مثلا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!