موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء، والإنسان السّوي هو الذي يفلسف البلاء، فيستخرج منه نعما يغفل عنها وعن شكرها الكثير من الناس، فقد قال بعض السلف “ما أصبت في دنياي بمصيبة إلا رأيت لله فيها ثلاث نعم، أنها لم تكن في ديني، ولم تكن أكبر منها، وأرجو ثواب الله عليها” وهكذا فإن بعض الشر أهون من بعض، ومن نظر لبلوى الناس هانت عليه بلواه، ويجب على الأم تنمية مهارات ذلك الطفل الصغير، فالطفل في بدايته العمرية عندما يتقن مهارة الحوار يقوم بنطق كلمات منفصلة لأنه لا يحسن نطق الجمل المتكاملة، فيبدأ بإرسال مشاعره واحتياجاته من خلال كلمات متقطعة لا يفهمها إلا الوالدان.

في هذه الحالة تقوم الأم بتركيب الكلام المتقطع الذي ينطقه، وتكوين جملة بسيطة خاصة بالطفل، والتأكيد عليه بعد ذلك بأن هذا ما تقصده، وبالتالي فهذه الجملة تخص الطفل فقط، وفي نفس الوقت تكون الأم قد عززت لديه الثقة بالنفس والشعور بالأهمية، وأن هذه الجملة ليست من تكوين الأم، بل من تكوين الشخص نفسه، بالإضافة إلى أن الأم لا بد أن تتقبل دائما ما يعبر به، سواء أكان إيجابيا أم سلبيا، فإذا كان ما يصدر من الطفل سلبيا يفضل أن تلجأ الأم إلى بعض التمارين التي تقوم بتحويل أفعال الطفل من السلب إلى الإيجاب، كما أنه يجب على الأهل أن يحرصوا على أن يسمع الطفل منهم الأشياء الإيجابية لأنه من الهام جدا عند التعامل مع الطفل الصغير.

أن يراعي الأب والأم الحوار غير اللفظي، والمقصود به تعبيرات الوجه ونبرة الصوت والحركات؛ لأن الأطفال دائما ما تميل إلى تصديق الحوار غير اللفظي، الذي بدوره يؤدي في النهاية إلى تعزيز ثقته بنفسه، وإن الأنشطة التي من الممكن أن تعزز الإيجابية في شخصية الطفل، هو أبسط الأشياء في المدرسة حيث بإمكانها أن تزيد من إيجابية الطفل نحو كل شيء، منها الحديث مع الأطفال في سن خمس سنوات عن الله عز وجل، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والخير والشر، ونقوم بربط أشياء عملية في الواقع ببعض التعاليم الإسلامية السمحة كأن نقول للأطفال في المدرسة على سبيل المثال إن الله نظيف يحب النظافة، وبالتالي يعطيه المعلمون دفعة إيجابية قوية يشعر الطفل حينها.

بأن له دورا أساسيا في هذا الحياة، كما تجعله يشعر بقيمة نفسه، وبالتالي تجدد ثقته في نفسه، ليكون الناتج في النهاية تعزيز شخصية الطفل الإيجابية، ولكن عندما نتحدث عن سن الطفل ذي الشخصية السلبية الذي جاوز الأعوام العشرة، كيف للأسرة أن تخلص هذا الطفل من هذه الشخصية السلبية؟ وأنه عليكم أن تراقبوا أنفسكم أولا في المنزل، بمعنى أن الابن دائما يتصرف نتيجة تصرف الأب والأم في المنزل، فسلوك الطفل ما هو إلا رد فعل على سلوك أبويه، كأن تقول الأم لطفلها بصوت عالى لا ترفع صوتك، وهي في نفس الوقت صوتها عالى، فأول خطوة على الأهل أن يقيموا تصرفاتهم، ثم يجتهدوا في تحويل تلك السلوكيات السلبية الخاطئة إلى سلوكيات إيجابية.

يستطيع أن يستفيد منها الطفل على المستوى الشخصي، لذلك لا بد أن يقوم الآباء بإعطاء بعض الاختيارات الخاصة به في المنزل، والتي تجعله يعتمد على نفسه، كأن يختار أكلته المفضلة، أو أن يختار أدواته المدرسية، أو الألعاب التي يفضلها، أما الخطوة الثانية فهي تشجيع الطفل على السلوكيات الإيجابية، ولكن الأمر الهام أن الطفل يجب أن يؤمن بأنه يعيش في وسط بيئة تتقبل أفعاله وسلوكياته المختلفة، الإيجابية أو السلبية، وأن حب الآباء لهم غير مشروط بأفعال معينة، بغض النظر عن علاماته المدرسية، جيدة أم رديئة، وسلوكياته صحيحة أم خاطئة، مع العمل على إخبار الآباء أطفالهم دائما بأنهم يغضبون من تصرفاتهم السلبية، ولكن هذا لا يمنع ولا يقلل من حبهم تجاه أطفالهم الصغار.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!