موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

بالأمس

بالأمس

بقلم / محموددرويش 

بالأمس ، وبعد يوم عـمل طويل وشاق ، قررت الجـلوس على إحدى المقاهي ليلًا رفقة رواية لكي أقرأها ، الليل والهواء وصوت أمواج البحر المُتلاطمة في الإسكندرية بيئة خصبة للاختلاء بالذات.

قرأت صفحة تلوَ الأخرى ، و بجواري أبخرةٌ ذكية تتصاعد لتغزو أنفي وتتوغّل داخل قشرتي المُـخيَّة ، تركت الكتاب قليلًا، رفعت ناظري لأجد إمرأة ثلاثينية ذات قوام أنثوي صارخ جامح ، شعر كيرلي مُتمرد ، عينان فيهما مِن الجرأة ما يفوق البرآة.

بيرسينج معدني بالأنف، وشفاه تداعب فوهة شيشة بتمكُّن وإمعان، تستضيفه بفمها وتُخرج دفعات دخان هادئة مُركزة ثقيلة، كأنما الدخان نفسه يأبي مُغادرتها.

 

وبنطال چينز لا يبخَل عليك بالتفاصيل، ساقٌ فوقَ ساقٍ وأقدامٌ تهتز بلا هـوادة ، مع تاتوه جاهدتُ لفك طلاسمه

 

معها يجلس رجل أقرع كثّ اللحية “تبين انه زوجها” ، يعبث بهاتفه تارةً ويُطعم طفلهما الصغير تارةً أُخرى، الآية مـقلوبة على مـا يبدو!

 

بدء طفلهما بالبكاء ، وسط محاولات بائسة من الأب لـ إسكاته، استمرّ الصغير بالعويل، وتحتفظ هي بالهدوء المُطلق ، ثُم أخرجت فوهة الشيشة مـن شفتاها المُتشبعتان بأحمر شـفاه يبدو أشهى من التوت البري المُعتق ، ونفثت دُخانًا في سماءٍ أعياها العجب، وأمرت زوجها ان يذهب بطفلهما إلى الخارج حتى يكف عن صراخه ثم يعود به!!.

 

ما الذي جَري للناس؟!..

مسكين إبنهما ، نشأ داخل بيت تسوقه إمرأة ، وآهٍ عِندما تسوق النِسوة الرِجال

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!