موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 11″

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 11″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

ونكمل الجزء الحادى عشر مع القعقاع بن عمرو، فتقدم القعقاع على رأس العشرة الأولى، ووصل إلى المسلمين وسلم عليهم، وبشرهم بقدوم المدد من الشام، وقال لهم “يا أيها الناس أني قد جئتكم في قوم، والله لو كانوا مكانكم، ثم أحسوكم حسدوكم حظوتها، وحاولوا أن يطيروا بها دونكم، فإصنعوا كما أصنع” ورغم صعوبة السفر وعنائه لم يخلد القعقاع للراحة، بل توجه إلى ميدان القتال مناديا من يبارز؟ وكان فرسان الفرس على معرفة تامة بالقعقاع من حروبهم السابقة وأنه فارس لايشق له غبار، مرهوب الجانب في المعارك، فترددوا في الخروج إليه، فاضطر أشجع فارس فيهم إلى الخروج إليه وهو بهمن جاذويه فقال له القعقاع من أنت؟ فقال أنا بهمن جاذوية.

 

 

 

 

 

وعندها تذكر القعقاع ما أصاب المسلمين في موقعة الجسر على يد هذا القائد، ومقتل أبو عبيد الثقفي وألاف المسلمين، فثار الدم في جسمه ورأى أنها الفرصة المناسبة للأخذ بثأر المسلمين، فصاح القعقاع في وجه بهمن جاذوية يألثارات أبو عبيد وسليط وأصحاب الجسر، وهجم القعقاع على بهمن جاذوية وقتله، وسر المسلمون بمقتله، ووهنت الفرس، فكانت هذه بداية حسنة للمسلمين، وبداية سيئة للفرس في هذا اليوم، وخرج القعقاع مرة أخرى يطلب المبارزة، فخرج له فارسان من الفرس وهما البندوان والبيرزان، وانضم للقعقاع الحارث بن ظبيان، فبارز القعقاع البيرزان وقتله، وقتل الحارث البندوان، وبعدها اشتعلت المعركة، وبدأ القتال العنيف.

 

 

 

 

 

وجعل القعقاع يشد من أزر المسلمين بخطبة حماسية فكان يقول لهم “يا معشر المسلمين باشروهم بالسيوف، فإنما يحصد الناس بها” ولم تشترك الفيلة في هذا اليوم، لأن توابيتها تكسرت في الأمس، فاستأنفوا إصلاحها في هذا ذلك اليوم، فأراد القعقاع أن يرهب خيل الفرس، كما فعلت الفيلة بالأمس بخيل المسلمين، فحمل هو ورجال من بنى عمه بني تميم على أبل قد برقعوها، وجعل لهذه الأبل المبرقعة فرسان تحميها، وحدث له ما أراد، فقد نفرت منها خيل الفرس، مما ساعد المسلمين على حربهم وطعانهم، ولقيت الفرس فى هذا اليوم أشد من مالقيه المسلمون من الفيلة بالأمس، وظهر النصر في يوم أغواث للمسلمين بفضل الله عز وجل ثم بفضل خطط القعقاع بن عمرو.

 

 

 

 

 

التي كانت لها الدور الأكبر في إرجاع كفة المعركة لصالح المسلمين، وقد حمل القعقاع في هذا اليوم ثلاثين حملة على الفرس، وفي كل حملة يقتل فارسا أو أكثر، وجعل القعقاع يرتجز ويقول ” أزعجهم عمدا بها إزعاجا أطعن طعنا صائبا ثجاجا، وقد قتل القعقاع فى ذلك اليوم، عظيما من عظماء قادة الفرس، يقال له بزرجمهر، وفيه يقول القعقاع “حبوته جيلشه بالنفس هدارة مثل شعاع الشمس، في يوم أغواث فليل الفرس أنخس بالقوم أشد النخس” وقد استمر القتال بين الفريقين حتى منتصف الليل، وكانت ليلة أغواث تسمى ليلة السواد، ورجع الجيشان إلى مواقعهم بعد أن رجحت كفة المسلمين في يوم أغواث، ومما قاله القعقاع في هذا اليوم ” لم تعرف الخيل العراب سواءنا عشية أغواث بجنب القوادس، عشية رحنا بالرماح كأنها على القوم ألوان الطيور الرسارس”

 

 

 

 

 

وقد جاء الحديث عن الجهاد، والترغيب فيه لما تعلمون من حال الأمة حين تخلت عنه، واستبدلته بمتع الدنيا، فخسرت الدنيا، وعرضت نفسها لعقوبة الله في الآخرة، والجهاد فى سبيل الله طريقنا إلى العز والتمكين في الدنيا، وهو طريق موصل للجنة ونعيمها في الآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ” الجنة تحت بارقة السيوف وإن “الجنة تحت ظلالِ السيوف” رواه البخارى، ولا ريب أن الجهاد يكون بالنفس، والمال، والقلب، واللسان، فقال ابن القيم رحمه الله والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين، إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالمال، وإما باليد، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، وليس يخفى أن الإخلاص شرط في قبول الأعمال كلها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!