موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 12

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 12
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى عشر مع القعقاع بن عمرو، وليس يخفى أن الإخلاص شرط في قبول الأعمال كلها، وقد جاء النص عليه في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم “والله أعلم بمن يجاهد في سبيله” رواه البخارى، وجاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن فى سبيل الله؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم “مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” رواه البخارى، ومن هنا يكون الحديث عن الجهاد الذى ترفع به راية الإسلام وينشر به العدل، ويحقق به حكم الله فى الأرض، ويُذل به الكفار، وتطهر به الأرض من الظلم والجور، ويخلى بين الناس وعبوديتهم لرب العالمين.

 

 

وليس الجهاد الذى تزهق به الأرواح بغير حق، أو تدمر به الممتلكات بغير علم ودون فائدة، أو ترفع به الرايات العميّة، أو يكون ميدانا للشهرة، أو تبرز فيه العصبيات والإقليميات الضيقة، وأما عن يوم عماس، فقد أشرقت شمس اليوم الثالث والمسلمون والفرس فى مواقعهم على استعداد كامل لبدء يوم ثالث في القتال، ورأى القعقاع أن يبدأ هذا اليوم بعمل يرفع فيه شأن المسلمين، لأنه خشي أن لايتمكن هاشم بن عتبة والجيش الذي معه من الوصول في هذا اليوم، فبات القعقاع يسرب أصحابه الألف الذين جاءوا معه، إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس، قائلا لهم إذا طلعت الشمس فاقبلوا مئة مئة، كلما توارت مئة تبعتها المئة الأخرى، فإذا جاء هاشم بن عتبة بمن معه من الجيش.

 

 

فذاك هو المراد، وإلا جددتم على الناس رجائهم وبدأ القتال في يوم عماس بين الجيشان بالمبارزة والضرب والطعان، وبدأ أصحاب القعقاع بالتوافد إلى ميدان القتال، فلما رأهم القعقاع كبر وكبر معه المسلمون، وقالوا جاء المدد، وكلما طلعت مئة عليهم كبر القعقاع وكبر معه المسلمون، فزاد ذلك من عزيمتهم وشدتهم على عدوهم، وعندما أوشكت المئة الأخيرة أن تتحرك، طلع عليهم هاشم بن عتبة على مقدمة الجيش ومعه سبعمائة فارس قادمين من الشام، فأخبروه بما صنع القعقاع فاستحسن ذلك، ورأى أن يسير على نفس خطة القعقاع، فقسم جيشه إلى كتائب، كل كتيبة بنحو سبعين فارسا، وأمرهم أن يقدموا على ميدان القتال فوجا بعد فوج، وخرج هاشم على مقدمة جيشه.

 

حتى وصل إلى أرض المعركة، كبر وكبر معه المسلمون، ثم قال أول القتال المطاردة، ثم المراماة، وقد استخدم الفرس في هذا اليوم سلاحهم الفتاك الفيلة، وقد رأى ما كان صنعه المسلمون بالفيلة في اليوم الأول بتحطيم توابيتها، فقاموا بوضع فرسان لحمايتها، وبدأ القتال في يوم عماس بقتال شديد من أوله إلى آخره، وبعث يزدجرد بالنجدات والمدد إلى الفرس بالقادسية، وكان القتال سجالا بين الطرفين، وأحسن الفرس توجيه ما معهم من فيلة، فهاجمت المسلمين وفتكت بهم، وفرقت جموعهم، فراى قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص ماتفعله الفيلة بصفوف المسلمين، فاستشار بعض الفرس الذين كانوا قد أسلموا، وانضموا إلى جيوش المسلمين عن أفضل وسيلة لكسر شوكت هذه الفيلة.

 

 

فقالوا له المشافر والعيون لاينتفع بها بعدهما فجال سعد ببصره يمينة ويسارة للبحث على من يحسن القيام بهذه المهمة، فوقع اختياره على القعقاع بن عمرو وأخيه عاصم بن عمرو التميمي، فأرسل إليهما أكفيانى الفيل الأبيض، وكانت الفيلة التي حوله تألفه، وكان قريبا منهما، وأرسل إلى حمال بن مالك والربيل بن عمرو، أكفياني الفيل الأجرب، وكانت الفيلة التي حوله تألفه، فتقدم البطلان القعقاع وأخوه عاصم، فوضعوا رمحيهما في عيني الفيل الأبيض في وقت واحد، بعد أن أوعزا إلى بعض فرسان الكتيبة بمشاغلة ومزاحمة حراسه حتى يزيدوا من حيرة الفيل واضطرابه، فانتفض الفيل، وسل القعقاع سيفه وضرب خرطومه فقطعه، فوقع الفيل على جنبه وسقط من كان في الصندوق فوقه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!