موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تنزيل من عزيز حكيم ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء الرابع مع تنزيل من عزيز حكيم، والقرآن العظيم مُؤثر في القلوب والنفوس والأرواح لأنه كلام العليم الخبير بما يصلح هذه القلوب والنفوس في الدنيا والآخرة، ومن هذا التأثير هو تأثيره على علماء أهل الكتاب وغيرهم من أهل العقول، وإن التأثر بالقرآن من علامات الإيمان، فالمُؤمنون الصادقون في إيمانهم، الخائفون من ربهم تقشعر جلودهم عند قراءة القرآن، والصادقون مع الله تخشع قلوبهم لذكر الله، فعن عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن أنزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين، ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الرائع في التأثر بالقرآن والتجاوب مع آياته الكريمة .

 

وجاءت الأحاديث تدل على خشوع النبي صلى الله عليه وسلم وتأثره بقراءة القرآن الكريم، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقرأ عليه القرآن فبكى لسماعه، فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اقرأ عليّ القرآن” قال، فقلت يا رسول الله أأقرأ عليك وعليك أنزل” فقال “إني أشتهي أن أسمعه من غيرى” وفي لفظ للبخاري قال صلى الله عليه وسلم ” فإنى أحب أن أسمعه من غيرى” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها في حديث طويل ذكرت فيه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنه بكى مرات، قالت ” فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي، قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

 

قال “أفلا أكون عبدا شكورا، لقد نزلت عليّ الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ” إن فى خلق السماوات والأرض” وعن ثابت عن مطرف بن عبد الله الشخير عن أبيه عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وبصدره أزيز كأزيز المرجل” رواه البيهقي، وفى لفظ آخر ” كأزيز الرحا من البكاء” ولو تأملنا حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم مع القرآن الكريم لوجدنا أنهم لم يكتفوا بالقراءة أو الاستماع فقط، بل قرأوا وتدبروا، فتعلقت به قلوبهم، وارتبطت به نفوسهم، فكانوا يطبقونه قولا وعملا، يأتمرون بأوامره، ويبتعدون عن نواهيه، لذلك بلغوا ما بلغوه من الفضائل والرفعة بفضل العمل بالقرآن الكريم، واستجابة لأوامره.

 

 

لقد حفظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سورة البقرة في ثماني سنوات ليس لبطء في حفظه ولكن لأنه كان يحرص على العلم والعمل معا، ولقد كانت الآية تنزل فيقرأها النبي صلى الله عليه وسلم فتتحول في التو واللحظة إلى واقع، وكان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين يفقهون آيات القرآن الكريم ويتعايشون معها وجدناهم يسارعون إلى طاعة أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه، فقد كان الصحابة فى المدينة يشربون الخمر ولم تحرم بعد، فلما دخل صحابي عليهم، وكؤوس الخمر بينهم نزلت آيات النهي عن شرب الخمر ونادي منادى ” ألا إن الخمر قد حُرّمت” وقرأ عليهم قول الله عز وجل من سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”

 

 

فلما قرأ الآية عليهم تجاوبوا جميعا مع القرآن فقيل والله ما أكمل صحابي جرعة الخمر في يده وما قال نكمل هذه الجرار، وهذه الكؤوس وننتهي لا بل كان من في يده شيء من الخمر رماه، والذي كان في فمه شربة مجّها، والذي كان عنده خمر في أوان أراقها، استجابة لأوامر القرآن الكريم، وقام أنس بن مالك فسكب آنية وجرار الخمر وسكب الصحابة الخمر في الشوارع حتى سالت في طرقات المدينة وامتلأت بها سكك المدينة وقالوا انتهينا يا ربنا، وقالوا على لسان رجل واحد، كما جاء فى سورة البقرة ” سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!