موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تنزيل من عزيز حكيم ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء الخامس مع تنزيل من عزيز حكيم، وكذلك حين نزل قول الله تعالى فى سورة آل عمران ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم” قام الصحابى الجليل أبو الدحداح إلى أجمل حديقة عنده وأحبها إليه وتصدق بها، ومن هنا استطاع الصحابة الكرام رضي الله عنهم حفظ كتاب الله لأنه لم يكن بالنسبة لهم مجرد كلمات، بل كان منهجا تربويا سلوكيا إيمانيا ظهر في تعاملاتهم فيما بينهم بل ومع غيرهم، فإن من شأن المؤمن أن يتفاعل كيانه كله مع كلام الله عز وجل، فكانوا إذا سمعوا القران اقشعرت جلودهم ولانت قلوبهم إلى الله رب العالمين وكانوا إذا مروا بآيات فيها ذكر النار صرخوا منها خوفا كأن النار خلقت لهم وكأن الآخرة أمام أعينهم.

 

 

وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال قلت لجدتي أسماء كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن قالت تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله، وقيل أنه قدم أناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضى الله عنه، فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه “هكذا كنا” وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه قيل عنه أنه صلى بالجماعة صلاة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته، وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء، فيدل على تكريره منه، وفي رواية أنه بكى حتى سُمع بكاؤه من وراء الصفوف، ويقول عبد الله بن شداد بن الهاد سمعت نشيج عمر بن الخطاب.

 

وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح يقرأ من سورة يوسف يقول “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله” وعن علقمة بن وقاص قال صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشاء الآخر فقرأ بسورة يوسف فلما أتى على ذكر يوسف نشج عمر حتى سمعت نشيجه وإني لفي آخر الصف، وعن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر أن عمر قرأ سورة مريم فسجد ثم قال هذا السجود فأين البكاء، وقال البيهقى في شعب الإيمان وروينا في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الحسن قال كان عمر بن الخطاب يمر بالآية في ورده فتخيفه فيبكي حتى يسقط ويلزم بيته اليوم واليومين حتى يعاد ويحسبونه مريضا، وهذا ابن عباس عن بن أبي مليكة.

 

 

قال سمعت بن عباس من مكة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وكان يصلي ركعتين فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن يقرأ حرفا حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب ويقرأ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، وهذا رجل أعرابي جلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ “إذا زلزلت الأرض زلزالها” والرجل يسرح في معاني الآيات حتى وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى آخر السورة الزلزلة ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” فقال الأعرابي يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال “نعم” فقال الأعرابي واسوأتاه، مرارا، ثم قام وهو يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان”

 

 

وهذا الفضيل قال بشر بن الحكم النيسابوري كانت امرأة الفضيل تقول لا تقرؤا عند إبني بالقرآن قال بشر وكان إذا قرئ عنده القرآن غشى عليه قال بشر وكان بن الفضيل لا يقدر على قراءة القرآن فقال لأبيه يا أبتى ادعوا الله لعلي استطيع أن أختم القرآن مرة واحدة، وهذا الأصمعي يقول أقبلت ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة وبينما أنا في بعض سككها إذ أقبل أعرابي جلف جاف على قعود له متقلدا سيفه وبيده قوس فدنا وسلم وقال ممن الرجل فقلت من بني الأصمع فقال لي أنت الأصمعي قلت نعم قال من أين أقبلت قلت من موضع يتلى كلام الرحمن فيه قال أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون فقلت نعم يا أعرابي فقال أتل علي شيئا منه فقلت انزل من قعودك، والقعود هو صغير الإبل إلى أن يبلغ السادسة من عمره.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!