موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 10

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، وإن للقرآن الكريم العديد من الخصائص والمزايا، ومن أهمها ما هو صادر من عند الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا ” وهذه من أهم خصائصه التي وردت في قوله تعالى ” وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ” وهكذا فكان نزوله مفرقا على مدار الدعوة مدة ثلاث وعشرين سنة بخلاف الكتب السماوية السابقة التي كانت تنزل دفعة واحدة فكان المشركون يتعجبون من ذلك، وذكر الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله ” وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك ليثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ”

 

 

فقد تكفل الله تعالى بحفظه من الكذب والضياع إلى قيام الساعة، فقال تعالى ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” وكذلك هيمنته على جميع الكتب السماوية السابقة أي أنه جاء بما فيها، وجاء شاهدا عليها، واحتواءه على فضائلها ومزاياها، وزائدا عليها، ومؤتمنا على ما فيها، وحافظا لها، فقال الله عز وجل ” وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ” وبالإضافة إلى أنه آخرها وذلك لأهميته وخصوصيته، وكذلك من خصائصه هو إعجازه بكل ما فيه، وقد تحدى الله سبحانه وتعالى، به العرب، وهم أهل الفصاحة واللغة، فتحداهم بأن يأتوا بمثله أو بمثل سورة منه، ومعنى أنه معجز، أنه قد سما وارتفع بحيث تعجز البشرية عن الإتيان بمثله من جميع جوانبه.

 

 

سواء من حيث بلاغته أو تشريعاته أو غيبياته، وهو قول جمهور العلماء والباحثين، بالإضافة إلى تيسيره للناس من حيث القراءة والحفظ والتدبر، ومعرفة ما فيه من معاني وعلوم وفقه، وكذلك شمول رسالته لجميع الخلق، فقال الله تعالى ” وما هو إلا ذكر للعالمين ” وكما دل القرآن الكريم على خيري الدنيا والآخرة، وحذر من الشر، فقال الله تعالى ” ما فرطنا فى الكتاب من شئ ” وكذلك تظهر أهمية القرآن بما يحتويه من الهداية بجميع جوانبها من حيث العقيدة الصحيحة، والعبادات، والأخلاق، والتشريعات، والتعليمات التي تنظم حياة المجتمع، بما يضمن لهم الخير والعزة والصلاح، كما أن الالتزام بما جاء فيه يضمن للإنسان حياة طاهرة، كما ويضمن له القوة، والحضارة.

 

وغير ذلك من النعم التي لا تحصى، فقال الله تعالى ” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون” وإن واجبنا نحو القرآن الكريم هو أنه نعلم أولا أنه شرّف الله تعالى القرآن على باقي الكتب السماوية السابقة، وذلك بحفظه، ورتب على قارئه وحافظه الأجر العظيم، فمن واجب الأمة تجاهه هو المسارعة إلى تلاوته والبعد عن هجره، والمشاركة في حفظه، لما في ذلك من الفضائل والفوائد فهو كلام الله سبحانه وتعالى، وهو المرجع عند الخلاف، كما أن في ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يداوم على تلاوته وحفظه، واقتداء بالصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكما يُعد القرآن الكريم كتابا كاملا وشاملا للحياة.

 

 

وينبغي على قارئه حُسن التعامل معه، ومن حسن التعامل معه التأثر به، والنظر إلى الجوانب التي يهتم بها، مع الالتفات إلى الأهداف الأساسية له، وإلى مقاصده الرئيسية فالله تعالى، لم يُنزل القرآن ليكون كتابا للرُقية أو للاستشفاء به، أو لقراءته عند الأموات أو في بيوت العزاء فقط، وإنما ينبغي للمسلم النظر إليه على أنه كلام وكتاب الله تعالى، فيقول ويحكم به، ويلتزم بأوامره، ويثق به، ويدعو الناس إليه، مع استشعار أن كلام القرآن موجه له، وأنه هو المُخاطب بآياته وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وأخذ العبرة من قصصه، ولقد بيّن الله تعالى، لعباده الصفة والكيفية التي ينبغي عليهم قراءة القرآن بها، والتي أمر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الصفة جاءت بقوله سبحانه وتعالى ” ورتل القرآن ترتيلا ” أي بطمأنينة مع مراعاة أحكامه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!