موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 1″

التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن من سنن الله عز وجل، في خلقه لا بد أن تجري وتتم، ومن تلك السنن الثابتة التي لا تتبدل هى سنة الصراع بين الحق والباطل، فالباطل لا يحب أن يترك الحق في أمان حتى يكون معه على باطله، ولا يمكن أن يرضى الباطل عن الحق حتى يلحق بسوئه، فمن قبل دعوة الباطل من أهل الحق فإنها الخسارة والخزي، وإن تاريخ الصراع بين الحق والباطل تاريخ طويل قد بدأ في السماء قبل الهبوط إلى الأرض، فقد خلق الله سبحانه وتعالى، آدم عليه السلام، بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، وكان من ضمن الحاضرين إبليس فأبى السجود لآدم حسدا وبغيا، فصدر الحكم الإلهي بالطرد من رحمة الله تعالى، للشيطان، فابتدأت المعركة والصراع.

 

 

 

 

فأمر الله تعالى آدم عليه السلام، بالعيش في الجنة وأن لا يأكل من شجرة معينة، وبدافع العداوة وسوس الشيطان لآدم أن يأكل من تلك الشجرة فأكل منها ناسيا نهي ربه فعاتبه ربه فاستغفر وأناب فغفر له، فجاء بعد ذلك الأمر بالهبوط إلى الأرض لتبدأ المعركة الطويلة بين الحق والباطل، وإن الحق وأهله يحبون أن يعيش الناس في أمان وسلام مبنيين على الاستسلام لشرع الله ودينه، لكن أهل الباطل لا يريدون لهم ذلك ولهذا شبوا نار العداوة والحرب للحق وأهله لعدة أسباب، وكان أولاها هو الحسد، ويذكر أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل ” ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشرف أطعموا فأطعمنا.

 

 

 

 

 

وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه ” ولقد جُمع القرآن الكريم في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفيتيه، أبو بكر وعمر، أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان حفظه متواترا في الصدور، ومكتوبا في السطور، وفي خلافة الصديق كانت آيات وسور القرآن الكريم المكتوبة مفرقة، فتم جمعها في مصحف واحد، وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، تم كتابة القرآن الكريم ونسخه، ولقد زاد نزول القرآن الكريم، مفرقا من حرص النبي صلى الله عليه وسلم، من عدم تفلت شيء منه، فكان يردد كل ما يلقيه عليه جبريل عليه السلام.

 

 

 

 

 

قبل انتهائه من تلقينه، فنزل قول الله سبحانه تعالى “إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فأتبع قرآنه” وبعد نزول هذه الآية الكريمة كان يصمت صلى الله عليه وسلم، إلى حين انتهاء الوحي من تلقينه، ثم يستدعي الكتبة من الصحابة الكرام ليكتبوا كل ما ينزل علية صلى الله عليه وسلم، من القرآن الكريم، وكان أمين الوحى جبريل عليه السلام ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم، ليعرض عليه القرآن الكريم كل سنة في ليالي شهر رمضان، وقد عرضه عليه مرتين في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وسلم، ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم، كان الكتاب العزيز مجموعا في قلوبهم، ومحفوظا في ذاكرتهم، فقد حرص الصحابة على حفظ القرآن الكريم أولا بأول.

 

 

 

 

 

وكان من أبرز من حفظ القرآن الكريم كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أئمة هدى في تعليم المسلمين، وإقرائهم إياه هم الخلفاء الراشدين، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، إضافة إلى عبدالله بن مسعود، وسالم بن معقل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد بن السكن، وأبو الدرداء، وسعيد بن عُبيد، كما كان القرآن الكريم محفوظا بالكتابة عند وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يُجمع في مكان واحد، فلم تكن كتابته منسقة، فكانت السورة أو مجموعة السور تكتب على أحجار، ثم تربط معا بخيط، ويتم وضعها في بيت من بيوت أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، أو توضع عند أحد كتاب الوحي، كزيد بن ثابت، وعلي بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!