موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

خالد بن زيد الأنصاري ” جزء 5″

الدكروري يكتب

 

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع خالد بن زيد الأنصاري، وعندما قامت الفتنة بين المسلمين عقب مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان كان أكبر تداع لها هو الصدام الفظيع الذي وقع بموقعة صفين سنة سبعة وثلاثين من الهجرة النبوية، بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، ووالي الشام معاوية بن أبي سفيان فانفضت المعركة بلا منتصر وأتفق الجيشان على إرسال حكمين كل منهم يمثل الطرف الآخر فكان حكم جيش الإمام علي بن أبي طالب هو أبو موسى الأشعري وحكم جيش معاوية بن أبي سفيان، هو عمرو بن العاص وكتب بذلك كتابا قرأ على الناس كان بمثابة الشرارة التي أوقدت نار فرقة الخوارج، وعندما خرج الأشعث بن قيس بالكتاب يقرأ على الناس.

 

 

 

 

حتى مر على طائفة من بني تميم فيهم عروة بن أديَّة فقال للأشعث، تحكمون في أمر الله الرجال لا حكم إلا لله، ثم شد بسيفه فضرب بها عجز دابة الأشعث فغضب الناس لذلك، ولكن سادة بني تميم اعتذروا، وانتهت المشكلة، وكان سبب المعركه هو بدأ الخوارج بسفك الدماء المحرمة في الإسلام وقد تعددت الروايات في ارتكابهم المحظورات فعن رجل من عبد القيس قال، كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئا كرهته ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم فبينما أنا مع طائفة منهم إذ رأوا رجلا خرج كأنه فزع وبينهم وبينه نهر فقطعوا إليه النهر فقالوا، كأنا رعناك؟ قال، أجل قالوا، ومن أنت قال أنا عبد الله بن خباب بن الأرت قالوا، عندك حديث تحدثناه عن أبيك.

 

 

 

 

 

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سمعته يقول، إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن فتنة جائية القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي فإذا لقيتهم فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فلا تكن عبد الله القاتل” فأخذوه وسريَّة له معه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها فألقاها في فيه فقال بعضهم، تمرة معاهد فبم استحللتها، فألقاها من فيه ثم مروا على خنزير فنفحه بعضهم بسيفه فقال بعضهم، خنزير معاهد فبم استحللته فقال عبد الله، ألا أدلكم على ما هو أعظم عليكم حرمة من هذا قالوا، نعم قال، أنا، فقدموه فضربوا عنقه فرأيت دمه يسيل على الماء كأنه شراك نعل اندفر بالماء حتى توارى عنه ثم دعوا بسرية له حبلى فبقروا عما في بطنها.

 

 

 

 

 

فأثار هذا العمل الرعب بين الناس وأظهر مدى إرهابهم ببقر بطن هذه المرأة وذبحهم عبد الله كما تذبح الشاة ولم يكتفوا بهذا بل صاروا يهددون الناس قتلا حتى إن بعضهم استنكر عليهم هذا العمل قائلين، ويلكم ما على هذا فارقنا على بن أبى طالب، وبالرغم من فظاعة ما ارتكبه الخوارج من منكرات بشعة لم يبادر الإمام علي بن أبي طالب إلى قتالهم بل أرسل إليهم أن يسلموا القتلة لإقامة الحد عليهم فأجابوه بعناد واستكبار، وكيف نقيدك وكلنا قتله قال، أوكلكم قتله قالوا، نعم، فسار إليهم بجيشه الذي قد أعدَّه لقتال أهل الشام في شهر محرم من عام ثمانى وثلاثين من الهجرة، وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان والخوارج على الضفة الشرقية بحذاء مدينة النهروان.

 

 

 

 

 

 

ولما قفل جيش علي بن أبي طالب راجعا إلى الكوفة في الطريق قد تبلورت جماعة الخوارج وانضم إليهم من كان على رأسهم، وتضارب الناس في طريق العودة بالسياط والشتائم فلما وصلوا إلى الكوفة انحاز الخوارج إلى قرية يقال لها حروراء قريبة من الكوفة وكانوا اثني عشر ألفا، ونصّبوا عليهم أميرا للقتال وآخر للصلاة فأقبل عليهم علي بن أبى طالب، وابن عباس رضى الله عنهما، وغيرهما ليقنعوهم بالعودة إلى الكوفة فأبوا في أول الأمر، ثم دخلوا جميعا إلى الكوفة، وأما عن خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، فكانت أمة هى السيدة هند بنت سعيد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!