موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الجزء التاسع مع وتواصوا بالحق

الدكرورى يكتب عن وتواصــوا بالحــق ” جزء 9″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع وتواصوا بالحق، ومع ذلك فالإسلام أكثر الأديان انتشارا في العالم، ينتشر بحسب الإحصاءات، كيف يصير هذا؟ فبعضهم أسلم عندما رأى هذا، ويقول هذا لا يمكن إلا أن يكون حقا ونحن كلما حاربناه، وكلما اشتد حربنا له فهو ينتشر أكثر لأن العادة جرت أن الشيء المحاصر، والمحارب يموت، ينكمش، على الأقل أن يبقى مكانه، وألا يزداد، لكن أن نحاربه ويزيد، أو أن ونحاربه وينتشر، هذا شيء ليس من صُنع البشر، هناك شيء فوق العادة، وأيضا من التقيضات الإلهية للحق، أن الله يقدّر مواقف يثبت فيها أهل الحق لبقاء الدلالة على أنه حق، كقصة أصحاب الأخدود مثلا، وموقف الغلام ذلك الموقف الذي ثبّت الله به الناس، وهداهم.

وموقف الغلام الذى مع أمه فى قصة ماشطة بنت فرعون عندما تقاعست أن تقع في النار، فقال يا أماه، أصبري فإنك على الحق كما رواه البخارى سواء كان الغلام الكبير، أو الغلام الصغير، فإن هذه آيات دالة على الحق لأن عادة المبادئ أن يدافع عنها الرجال الأقوياء الكبار، فعندما يقيض الله غلاما لتسلم على يديه قرية بأكملها، ويقيض رضيعا ليثبت به أمه، فهذه آيات وأقدار، ومواقف ينصبها ويقدرها الله في الواقع، لتثبيت أهل الحق على الحق، وهذه إعانة مهمة، وأما عن التأييد الإلهى فإن الله عز وجل أيد الحق بمعجزات للأنبياء، أيده بتثبيت أصحابه، أيده بسنن كونيه جارية، فقال تعالى فى سورة يونس ” ويحق الحق بكلماته” فيثبت أصحاب الحق على الحق.

كما قال فى سورة الأنفال” ولو كره المجرمون” وهذه كلماته السابقة الأزلية في الوعد بذلك، وهذه أوامره وقضاءآته، وهذه حججه وبراهينه، فإن الله يؤيد الحق بإرسال الرسل، ومعهم المعجزات الدالة على الحق، وإنزال الكتب المبينة، فيقول الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” كان الناس أمة واحده فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق” وقال الله تعالى كما جاء فى سورة النساء ” رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ” وإن المعجزات من التأييد الإلهى للحق، لأنه لا بد للناس من بينات تدلهم أنه هذا، وليس هذا، ولو كل انسان يقول أنا رسول، اتبعوني، لفتح الباب للمبطلين.

فجعل الله تعالى للرسل الذين أرسلوا من عنده آيات، تدل على أنهم أتوا من عنده عز وجل بالحق، وأن غيرهم دجّالون كذابون، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” قد جاءتكم بينة من ربكم ” وجادل فرعون، وقال كيف نعرف يا موسى أنك من عند الله؟ قال كما جاء فى سورة الشعراء ” أولو جئتك بشئ مبين قال، فأت به إن كنت من الصادقين” فألقى عصاه، فإن الفرق واضح جدا بين هذه الآية، وبين عمل السحرة، ولا يمكن أن يقارع ما عند هؤلاء ما جاء به نبى الله موسى عليه السلام، فكل رسول كريم لديه آية تبين للناس الذين أرسل إليهم، أنه حق، وجاء من عند الحق، برسالة الحق، ودين الحق، حتى لا يأتي كل واحد يدعي، ولو قال لنا قائل الآن أنتم يا أيها المسلمون تقولون أنكم على الحق؟

نقول نعم، وما هو دليلكم؟ ولماذا تدّعون أنكم على الحق؟ نقول لأنه قد جاءنا رسول من الله بالحق، فإن قال كيف عرفتم أن هذا الرسول صادق؟ فقد يكون كذابا، وهناك الكثير ممن ادعى النبوة غيره، حتى في هذا الزمن، نقول لأن نبينا قد جاء بدليل على أنه بُعث بالحق، هذا الدليل هوز معجزة وآية من آياته العظيمة، بتأييد إلهي، وهو هذا القرآن، فإنه دليل قاطع على أننا على الحق، ورسولنا حق، والإسلام حق، ولا حق غير هذا بهذا القرآن الموجود الآن، غير الآيات والمعجزات التي كانت في عهد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكل رسول كان لديه من البينات، فيقول الله تعالى كما جاء فى سورة الشعراء” فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين ونزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!