موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

وتواصــوا بالحــق ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن وتواصــوا بالحــق ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع وتواصوا بالحق، قال يا أبا حازم، فأين رحمة الله‏؟‏ قال يقول الله تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين” قال‏ يا أبا حازم، من أعقل الناس‏؟‏ قال‏ ‏من تعلم الحكمة وعلمها الناس،‏ قال‏ ‏فمن أحمق الناس‏؟‏ قال‏ من حط نفسه في هوى رجل وهو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره،‏ قال‏ يا أبا حازم فما أسمع الدعاء‏؟‏ قال‏‏ دعاء المخبتين،‏ قال‏ فما أزكى الصدقة‏؟‏ قال‏‏ جهد المقل‏،‏ قال يا أبا حازم، ما تقول فيما نحن فيه‏؟ قال‏ أعفني من هذا،‏ قال سليمان، نصيحة تلقيها،‏ قال أبو حازم إن ناسا أخذوا هذا الأمر عنوة من غير مشاورة المسلمين، ولا إجماع عن رأيهم.

فسفكوا فيه الدماء على طلب الدنيا، ثم ارتحلوا عنه، فليت شعرى، ما قالوا‏؟‏ وما قيل لهم‏؟‏ فقال بعض جلسائهم‏‏ بئس ما قلت يا شيخ، فقال أبو حازم‏ كذبت، إن الله أخذ ميثاق العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه،‏ قال سليمان‏ ‏يا أبا حازم، أصبحنا تصيب منا ونصيب منك، قال‏ أعوذ بالله من ذلك، ‏قال‏ ولمَ‏؟ قال‏‏ أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا، فيذيقني ضعف الحياة، وضعف الممات، ‏قال فأشر عليّ، قال‏‏ اتق الله أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك‏، قال‏‏ يا أبا حازم، ادع لنا بخير،‏ فقال‏‏ اللهم إن كان سليمان وليك فيسره للخير، وإن كان غير ذلك، فخذ إلى الخير بناصيته، فقال‏ يا غلام، هات مائة دينار، ثم قال‏‏ خذ يا أبا حازم، ‏قال لا حاجة لي فيها، ويتسم الحق بالثبات.

وعدم الاضطراب، فلا تجد زعزعة في الحق، ولا تجد فيه خللا، وليس فيه اضطراب، فالحق مطرد وثابت، لا يتلون، ولا يتغير، ولا يتبدل، ولذلك تجد من علامات الباطل، أنه بشرى المصدر، أو شيطاني المصدر، وأنه يتلون ويتغير، والله عز وجل يجرى أقدارا فى الواقع ليبين للناس الحق، فمثلا، هناك كثير من الناس عندهم قناعة بالديمقراطية، وأن الديمقراطية هي الطريقة الصحيحة، وهي الطريقة الراقية، والطريقة الناضجة، ولكن إذا نظرت إلى الواقع تجد أن الديمقراطية كصنم من تمر، متى أرادوه اتخذوه، ومتى لم يناسبهم أكلوه، فهل الديمقراطية منهج مضطرد في العالم عند أهله الذين يقولون به؟ فإن الجواب لا، فإذا ناسبهم اتخذوه.

وإذا لم تعجبهم النتائج ذهبت كل شئ، فالله يجري أحداثا ليبين للناس أن هذه أباطيل، وفي كل المسائل، حتى لو جاءت أكبر مسألة، الحق فيها من عند رب العالمين شيء معين، ولذلك فإن الحق يطرد، والباطل متلون، وهذه من صفات المنافقين الذين يتربصون بكم، فيقول الله تعالى كما جاء فى سورة النساء ” فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين” أما الحق في ثبات، فقال تعالى ” إذا لقيتم فئة فاثبتوا” حتى إذا لقيتم فئة من أهل الباطل يناقشون، ويجادلون، فاثبتوا، وإذا لقيتم فئة تهدد وتتوعد فاثبتوا، وإذا لقيتم فئة تعذب وتعتدي فاثبتوا، وإذا لقيتم فئة تقاتل فاثبتوا.

فسواء كانت تجادل، أو تقاتل، أو تهدد، أو تتوعد للباطل، فاثبتوا، فقال تعالى فى سورة إبراهيم ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة” وكثير من الذين أسلموا رأوا آيات تدل على أن هذا هو الحق، بعضهم رآها في ساحات المعارك، وقال رأيت جنودي يفرون أمام أناس ليس عندهم إلا بنادق قليلة، مع كثرة ما لدينا من السلاح والعتاد، فقلت كيف يمكن هذا؟ ويقول بعضهم لا نعرف دينا محاربا فى العالم الآن مثل الإسلام، والإسلام حسب الإحصاءات أكثر الأديان انتشارا في العالم، كيف يكون هذا؟ يعنى وكيف يكون الإسلام أكثر دينا يُحارب في العالم هو وأتباعه، قتل، حصار، شبهات، شهوات، كل أنواع المواجهة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!