موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

العلاء بن عبد الله ” جزء 4

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الصحابى الجليل العلاء بن عبد الله، وكان العلاء من سادات الصحابة العلماء العباد، وكان مجاب الدعوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، العلاء بن الحضرمي، إلى البحرين، تبعته فرأيت منه عجبا، فقد انتهينا إلى شاطئ البحر، فقال سموا الله واتقحموا فسمينا واتقحمنا فعبرنا فما بل الماء إلا أسافل خفاف إبلنا فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض وليس معنا ماء فشكونا إليه فصلى ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا ومات فدفناه في الرمل فلما سرنا غير بعيد قلنا يجيء سبع فيأكله فرجعنا فلم نره، وقيل أنه جهز أمير المؤمنين عمر بن الخطاب جيشا واستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي.

وقال أنس بن مالك، وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء والحر شديد فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء وما نرى في السماء شيئا قال فوالله ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجها في البحر إلى جزيرة فوقف على الخليج وقال يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم ثم قال أجيزوا بسم الله قال فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا قال فلم نلبث إلا يسيرا حتى رمي في جنازته.

قال فحفرنا له وغسلناه ودفناه فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال من هذا فقلنا هذا خير البشر هذا ابن الحضرمي فقال إن هذه الأرض تلفظ الموتى فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى فقلنا ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله قال فاجتمعنا على نبشه فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ قال فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا، وقد روي عن أبي هريرة رضى الله عنه في قصة العلاء بن الحضرمي في استسقائه ومشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا وذكر البخاري عن سهم بن منجاب قال غزونا مع العلاء بن الحضرمي فذكره وقال في الدعاء يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك.

اسقنا غيثا نشرب منه ونتوضأ فاذا تركناه فلا تجعل لأحد فيه نصيبا غيرنا وقال في البحر اجعل لنا سبيلا إلى عدوك وقال في الموت اخف جثتي ولا تطلع على عورتي أحدا فلم يقدر عليه، ولقد كان من أوضح ملامح شخصيته هو الجانب القيادي حيث ولاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من بعده، وقاد الكثير من الجيوش وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثه إلى قادة القبائل ليدعوهم إلى الإسلام، ولقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي في رجب سنة تسع فأسلم المنذر ورجع العلاء فمر باليمامة فقال له ثمامة بن آثال أنت رسول محمد قال نعم قال لا تصل إليه أبدا فقال له عمه عامر مالك وللرجل.

قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم اهدى عامرا وأمكني من ثمامة فأسلم عامر وأسر ثمامة، وقد أجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي فدعاه فقال إني وجدتك من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين ولي فرأيت أن أوليك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاك، فعليك بتقوى الله فخرج العلاء بن الحضرمي من المدينة في ستة عشر راكبا معه فرات بن حيان العجلي دليلا وكتب أبو بكر كتابا للعلاء بن الحضرمي أن ينفر معه كل من مر به من المسلمين الى عدوهم فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن جواثا فقاتلهم فلم يفلت منهم أحد ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفا وانهزموا فانضمت الأعاجم الى الزارة فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!