موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

«ما قل ودل» عمود أسبوعى للكاتب الصحفى عبدالكريم الوزان

كتب حامد خليفة 

” شمّع الخيط ” !!

وهذا المثل يضرب لمن يتمتع بالفطنة والدهاء اللذين يمكنانه من الإفلات في الوقت المناسب من المواقف الصعبة التي يقع فيها .

الروايات متعددة ومختلفة أحيانا بعض الشيء في مضمون قصة هذا المثل لكن أشهرها تفيد بأنه في قديم الزمان ، قام أحد الملوك بالحكم على شخص ما بالموت ، ومن المعروف لدى الجميع أن من يحكم عليه بالموت إعداما، لابد وأن يسأل عن طلبه الأخير وأمنيته الأخيرة من الدنيا ، وهذا ما حدث بالفعل مع الشخص المحكوم ، فتم سؤاله عمّا يريده قبل التنفيذ ، فأبدى المعني رغبته بأن يحضروا له كومة من الخيط ، وقطعة من الشمع ، وطلب مهلة تساعده على تشميع الخيط ، وبالفعل تم الاستجابة لما أراد ، فجيء له بما طلب ، ثم أعطوه مهلة لتشميع الخيط . وفي هذه الأثناء التمس من حارسه أن يمسك بأول الخيط ، وسار يبتعد عنه ليتمكن من تشميع الخيط ، وابتعد لمسافة أحس منها الجاني ، أن حارسه الممسك بطرف الخيط لم يعد يراه ، فترك الخيط ثم هرب .

وصل إلى مسامع الملك ما حدث فأستدعى الحارس ليقص عليه ما جرى معه ، فروى الحارس التفاصيل ، وأضاف فى آخر الأمر جملته الشهيرة قائلًا : إنه يا مولاي شمّع الخيط وهرب ، ومن هنا ظهرت المقوله شمّع الخيط والتي أصبحت مثلًا شهيرًا تتناقله الأجيال بعد ذلك .

الناس تتساءل هذه الأيام على الرغم من الفراغ الدستوري في البلاد عّما تم بشإن الفاسدين الذين سرقوا مليارات الدنانير ( وشمعوا الخيط) ، ومازالوا يسرحون ويمرحون خارج العراق بل منهم من هو داخل العراق وعلى عينك ياتاجر، بسبب صلتهم الوثيقة بأحزاب وجهات نافذة،وقس على ذلك قتلة المتظاهرين والناشطين والموظفين والمواطنين المخلصين والوطنيين ، وكل من نادى لبيك لبيك ياعراق .

لقد بات الرأي العام اليوم بفعل التقدم التكنولوجي الهائل لوسائل الاعلام والإتصال ظاهرا علنيا صريحا فاعلا تجاه محاولات التسويف والتضليل التي يتبجح بها بعض أصحاب القرار والنفوذ ، وهم يحاولون خداع الشعب المبتلى ، لكن هيهات هيهات فاليوم غير الأمس ، وقد دنا وقت الحساب ، عندها سيفوز من استطاع أن ينفذ بجلده من بطش المظلوم ، مع اني أشك بأنه ليس هناك ساعتها من بمقدوره ان ( يشمع الخيط)!!.

1- بتصرف وتعريق ، سمراء النيل ، قصة شمع الخيط وفركها

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!