موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الإيمان وطريق الهداية ” جزء 10

بقلم: محمد الدكروري

ونكمل الجزء العاشر مع الإيمان وطريق الهداية، وتحصين المال وحراسته والاطمئنان عليه هى بالزكاة التي تذهب للفقراء والمحتاجين، فتحسن من حالهم وتريح ضمائرهم كما جاء في الأثر “حصنوا أموالكم بالزكاة” وإن أعظم نعمة على الإنسان هى نعمة الخلق والإيجاد، فالعدم ليس شيئا ولا يمكن أن يكون العدم متصفا بشيء، وليس هذا الخلق والإيجاد للمخاطبين وحدهم، بل الخلق والإيجاد للجنس البشري على هذا الكوكب الأرضي، وإن الغاية من خلق المخلوقات لتؤدي وظيفة في هذه الحياة فيقول الله تعالى فى سورة المؤمنون ” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون” والسبب الثاني وهو الداعية إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإن خلق الأرض بهذه الكيفية، وجعلها ممهدة موطأة الأكناف.

قدّر فيها في باطنها وعلى ظهرها وفي غلافها الجوي، وفي مدارها الفضائي، وفي دورانها حول نفسها لتتلقى ساحاتها الضياء من الشمس والنور من القمر، وفي دورانها الفلكي حول الشمس لتتنوع فصول السنة كل ذلك بتقدير العزيز العليم لتكون الأرض السكن والمنزل الوفير الأثير، والفراش الممهد، وإنها نعمة عظيمة لم يكن للإنسان دور في خلقها ولا في وضع الخصائص والأقوات فيها، إنها نعم ربانية تحيط بالإنسان، ومقابل ذلك كلف بالاعتراف لواهبها بالشكر والامتنان والتوجه إليه بالعبادة، والسماوات لها أهلها وسكانها والله قادر على جمع سكان الأرض والسماء إذا شاء، وهذا البناء المحكم المحيط بالأرض، المحفوظ بقدرة الله تعالى من السقوط عليها أو الزوال عنها ألا يستحق خالقه ومدبّر أمره إفراده بالشكر والعبادة.

وإن من الأسباب الموجبة هو عبادة الله تعالى وتوحيده، فإذا كانت الحكمة البشرية تقتضي ذلك فأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، طالما استعبد الإنسان إحسان، فالإنسان عبد الإحسان، أفهذا المحسن إلى الإنسان خلقا وإيجادا، ورعاية ورزقا، ووهبه عقلا وعلما، وأرشده تربية وتهذيبا، وأحاطه بحفظه وعنايته ألا يستحق منه الشكر والعبادة، فإذا كان الجاهل يشطح به عقله وتلجئه أوهامه إلى تقديس بعض المخلوقات وتعظيمها وتوجيه العبادة إليها، وهم مخطئون ومؤاخذون لأنهم لم يستخدموا عقولهم في البحث الصحيح وعلى النهج القويم في التدبر والتفكير، فإذا كان هؤلاء يؤاخذون، فكيف بمن أوتي العقل وبُلغ عن طريق الأنبياء والرسل أن لهذه المخلوقات خالقا، ولهذا الكون منظما.

وإنه من أقبح القبائح وأشد المنكرات أن يعلم الإنسان حقيقة من الحقائق ثم ينكرها، بله أن يعمل على طمسها وإضاعة معالمها، وإن البشر جميعا يعلمون أن خالقهم غير هذه الجمادات التي يقدسونها، وأنه غير الزعماء الذين يعطونهم الولاء والتعظيم، ويعلمون أن المخلوقات مهما كان شأنها في التأثير على مصالحهم، ليست التي أوجدتهم من العدم وتتولى رعايتهم ورزقهم ثم تنهي أعمارهم وآجالهم، إذا كانوا يعلمون كل ذلك فلماذا يتخذونهم آلهة من دون الله، أو يشركونهم مع الله في التقديس والتعظيم، وإن من المطالب البشرية، للاطمئنان على شئون الحياة، هو اهتمام التشريع الإسلامي بذلك في مصدريه كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ليتضح لنا اهتمام القرآن الكريم بالعلاج النفسي المريح.

قبل اهتمام علماء ومفكري العالم به، والفرق بين الاهتمامين أن الإسلام جاء لمصلحة النفس البشرية، وتوجيهها لما يسعدها، وأن المصلحة عائدة لهذه النفس في الأول والآخر، أما ما يضعه البشر من أنظمة، يخاطب بها ألباب الجماهير، وما تحمل من وعود ومطالب وخيالات، فإن هذه الأمور تتبدد كالسراب، لأن الواحد يسعى لنفسه حتى يحقق ما يطلب، ويصل إلى بغيته، حيث يتجاهل بعد ذلك وعده للآخرين بالسعي لمصالحهم، ويتنكر لما يطمئنهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين، فقد كان قدوة صالحة في نفسه أولا، بمنهج السلوك والعمل، وبدعوته لتأصيل الإيمان، وتمكين العقيدة في الفئة المؤمنة، لأن ذلك مما يطمئن النفس ويريحها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!