موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

ما قل ودل مقال للكاتب الصحفى العراقى دكتور عبدالكريم الوزان

كتب حامد خليفة 

تناقلت العديد من الصحف والوسائل الإعلامية العربية المقال الأسبوعى للكاتب الصحفي العراقى الدكتور عبد الكريم الوزان

 

” أبتر وضاع بين البتران “!!

مثل شعبي عراقي تتلخص قصته في أن الأسد وقع ذات مرة في شبكة صيد وصادف أن عثر عليه ابن آوى فبدأ يقترب منه وهو ينظر اليه بإستهزاء وازدراء الى أن استطاع الأسد الإمساك بذنبه وقطعه ، فهرب ابن آوى مقطوع الذنب أي ( أبتر ) ، وبعد فترة علم أن الاسد إستطاع الإفلات فأيقن أنه سيعاقبه على فعلته النكراء ففكر بإنقاذ نفسه ، وبالفعل لجأ الى حيلة مفادها دعوة بني جلدته من الثعالب الى وليمة ، وبعد أن تم له ذلك قام بربط أذنابهم بعضها ببعض وصاح بأعلى صوته ..اهربوا الأسد قادم إليكم ، ومن شدة فزعهم قاموا بالهرب فقطعت أذنابهم . وبعد فترة جاء الأسد يبحث عن ابن أوى ومسكه فقال له: ليس أنا المقصود.. أنظر جميع الثعالب مقطوعي الذنب!!.

واليوم في ضوء هذه الحكاية المتوارثة نجد أن الكثير من اللصوص والفاسدين وسفاكي الدماء والمرائين والمنافقين والأفاقين قد ارتدوا ثوب الورع والدين والوطنية والانسانية ، بعد أن تناسوا ماضيهم الأسود المعروف للقاصي والداني ، وبات الجميع منهم في هيئة واحدة وخطاب واحد مع القلة القليلة من الأخيار وهم يرفعون عقيرتهم بالدعوة الى انقاذ العراق ووحدة البلاد وتخليص العباد من الظلم والاضطهاد لدرجة أن “البقر تشابه عليناّ” !!.

يقينا فان الكلمة الفصل أولا وأخيرا للشعب وهي قاب قوسين أو أدنى ، هذا الجمع الكبير الذي عانى كثيرا ولم يعد يحتمل طويلا ، وصار يميز بسهولة وسرعة مابين الغث والسمين ولم تعد تنطلي عليه أحابيل وأكاذيب المهوسين بزينة الدنيا وبهجتها . فياويلهم من غضب الحليم ، ولا عدوان إلا على الظالمين الذين مهما بتروا أذنابهم ..فلن يضيعوا بين البتران الآخرين!!.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!