موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع أول رجل سل سيفه فى الإسلام، وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الزبير رضي الله عنه، ذلك الرمح، فأعطاه له، وبقي عنده إلى أن توفاه الله، فأخذه الزبير، ثم طلبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فأعطاه إياه، وبقي عنده فلما توفّي طلبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأعطاه إياه، فلما توفي عمر بن الخطاب، أخذه عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما قتل عثمان أخذه آل علي بن أبي طالب، فطلبه عبد الله بن الزبير، وبقي عنده إلى أن مات، ولقد كان للزبير بن العوام رضي الله عنه، فضلا عظيما في فتح مصر، فعندما استعصى أحد الحصون على جيش المسلمين دام الحصار أكثر من سبعة أشهر، فكان الفرج على يد الزبير رضي الله عنه.

حيث قال “أهب نفسي لله وللمسلمين” ثم تقدم نحو الحصن، وأمر الجند أن ينطلقوا نحو الباب عند سماع تكبيراته، ثم وضع سلما طويلا على جدار الحصن، وألقى بنفسه وسط الأعداء، فلما تنبهوا قاتلهم بشدة، حتى وصل إلى باب الحصن، وفتحه ثم كبر، فهجم الجنود نحو الباب، ودخلوا الحصن، وتم الفتح العظيم، وكان من المواقف البطولية للزبير بن العوام رضي الله عنه، هو ما صنعه في معركة اليرموك التي كانت من أصعب المعارك على المسلمين، فقد كان عدد الروم يومها مائتي ألف مقاتل، فقد روى البخاري عن عروة بن الزبير رضي الله عنه، أنه قال “أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا للزبير يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك؟ فقال إني إن شددت كذبتم.

فقالوا لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، وقال عروة كنت أدخل أصابعى في تلك الضربات ألعب وأنا صغير، وكان الزبير رضي الله عنه فارسا مقداما، وبطلا مغوارا، لم يتخلف عن مشهد واحد من المشاهد، فتراه في كل غزوة وفي كل معركة، فقد اتصف بالشجاعة الخارقة، والبطولة النادرة، والإخلاص الكامل، والتفاني لإعلاء كلمة الحق، ولقد بذل الزبير بن العوام رضي الله عنه الكثير في سبيل الله، وجعل نفسه وماله وقفا لله عز وجل، فأكرمه الله تعالى ورفعه في الدنيا والآخرة، فقد كانت عليه عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر، فعن عروة بن الزبير أنه قال.

كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل عليه السلام، على سيماء الزبير، فيالها من منقبة لا توازيها الدنيا بما فيها، وقد كان الزبير يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسان الزبير على فرس على الميمنة، والمقداد بن الأسود على فرس على الميسرة، وأما ما قاله الزبير رضي الله عنه بأنه جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد، فهذا دليل واضح على قتاله وبأسه رضى الله عنه في تلك المعركة، فقد اتصف الزبير رضي الله عنه بالثبات والعزيمة وحب الشهادة في سبيل الله تعالى، وقد وصف لنا رضي الله عنه ما فعله أبو دجانة الأنصاري في تلك الغزوة، فعندما التحم الجيشان واشتد القتال، وشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشحذ في همم أصحابه، ويعمل على رفع معنوياتهم.

وأخذ سيفا وقال “من يأخذ مني هذا؟” فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول أنا، وكان من ضمنهم الزبير رضى الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن يأخذه بحقه؟” فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشة أبو دجانة، وما حقه يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أن تضرب به العدو حتى ينحني ” قال أنا آخذه بحقه، فدفعه إليه، وكان رجلا شجاعا يختال عند الحرب، أي يمشي مشية المتكبر، وحين رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتبختر بين الصفين، فقال صلى الله عليه وسلم “إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن” وقد وصف الزبير بن العوام ما فعله أبو دجانة يوم أحد فقال، وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة وتركني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!