موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 11

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الحادى عشر مع طلحه بن عبيد الله القرشي، وأما قول ابن كثير، هو إن الذي رماه بهذا السهم مروان بن الحكم، وقد قيل، إن الذي رماه بهذا السهم غيره، وهذا عندي أقرب وإن كان الأول مشهورا والله أعلم، وقول ابن العربي، قالوا إن مروان قتل طلحة بن عبيد الله، ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت، وقيل أن بطلان السبب الذي قيل أن مروان قتل طلحة من أجله، وهو اتهام مروان لطلحة بأنه أعان على قتل عثمان، وهذا السبب المزعوم غير صحيح، إذ إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحدا من الصحابة قد أعان على قتل عثمان بن عفان، وإن كون مروان وطلحة من صف واحد يوم الجمل وهو صف المنادين بالإصلاح بين الناس.

 

وأن معاوية بن أبى سفيان قد ولى مروان على المدينة ومكة، فلو صح ما بدر من مروان لما ولاه معاوية على رقاب المسلمين، وأيضا من أسباب بطلان هذه الروايه هو وجود رواية لمروان بن الحكم في صحيح البخاري، مع ما عرف عن البخاري من الدقة وشدة التحري في أمر من تُقبل روايته، فلو صح قيام مروان بقتل طلحة، لكان هذا سببا كافيا لرد روايته والقدح في عدالته، وقد رُوى أن طلحة لما قُتل ورآه الإمام علي بن أبي طالب مقتولا، جعل علي يمسح التراب عن وجهه، وقال “عزيز علي، أَبا محمد، أَن أَراك مجدلا تحت نجوم السماءِ” ثم قال “إِلى الله أَشكو عجرى وبُجرى” وترحم عليه، وقال الإمام على ” ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة” وبكى هو وأَصحابه عليه.

 

 

ورُوى أن الإمام على بن أبى طالب قال ” بشروا قاتل طلحة بالنار ” ودفن طلحة بالبصرة، وروى سعيد بن المسيب، أَن رجلا كان يقع في علي وطلحة والزبير، فجعل سعد بن مالك ينهاه، ويقول له، لا تقع في إِخواني، فأَبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال اللهم إِن كان مُسخطا لك فيما يقول فأَرني فيه آفة، واجعله للناس آيه، فخرج الرجل فإِذا هو ببختيّ يشق الناس، فأَخذه بالبلاط، فوضعه بين كركرته والبلاط، فسحقه حتى قتله، فأنا رأَيت الناس يتبعون سعدا ويقولون هنيئا لك أَبا إِسحاق، أجيبت دعوتك، وقد روى الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا، وله حديثان متفق عليهما.

 

 

وانفرد له البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة أحاديث، وقد حدث عنه بنوه، يحيى، وموسى، وعيسى، والسائب بن يزيد، ومالك بن أوس بن الحدثان، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس التميمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون، وسأله رجل عن كثرة رواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له “ما أشك أن يكون قد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لم نسمع، وسأخبرك عن ذلك، كنا قوما لنا غناء وبيوتات، وكنا إنما نأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طرفى النهار أوله وآخره، وكان أبو هريرة مسكينا لا أعل له ولا مال، إنما يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأكل معه حيث كان.

 

فوالله ما نشك أن يكون سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لم نسمع ” وقد كان الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله ذو ثراء فكان غلته كل يوم ألف ألف، فكان غلته بالعراق أربع مائة ألف، وغلته بالسراة نحو عشرة آلاف دينار، وبالأعراض له غلات، ولما مات ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم، ومن الذهب مائتي ألف دينار، وثلاث مائة حمل من الذهب، وقوام أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم، وكان يشتهر بكرمه وكثرة إنفاقه وصدقاته، وتقول زوجته السيدة سعدى بنت عوف ” كانت غلة طلحة كل يوم ألفا وافيا، وكان يسمى طلحة الفياض، ولقد تصدق يوما بمائة ألف” فرُوى أنه فدى عشرة من أسارى غزوة بدر بماله، وتصدّق مرّة بحائط كان قد اشتراه بسبع مائة ألف.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!