موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الجزء الرابع مع وتواصوا بالحق

الدكرورى يكتب عن وتواصــوا بالحــق ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع وتواصوا بالحق، فإن معرفة الحق تعين على الثبات عليه، والقين به، خصوصا في عصر الفتن من الشهوات والشبهات، وخصوصا في عصر انتفاش الباطل، وهيمنته، وكثرته، وتغلبه المادي، وإن المسلم الذى يعرف الحق ثابت الجنان، قوى الحُجّة، مطمئن في مسيره، وإن معرفة الحق تعين في الحكم على الأشخاص، والأعمال، والمواقف، والأحداث، لأنه لا يجوز الحكم على هذه الأشياء بالظن والتخرص، ولا الرجم بالغيب، ولا بالهوى والتشهي، ولا بالعصبية، وإن معنى الحق، فهو كلمة تدل على إحكام الشيء وصحته، والحق في كتب اللغة وصفوه بالعدل، ووصفوه بالثبات، ووصفوه بالوجوب، ووصفوه باليقين.

ووصفوه بالصدق، ووصفوه بأنه ضد الباطل، إذن فإن الحق هو الإحكام، والصحة، والإصابة، والوجود، والثبات، والصدق، والعدل، ولكن ما معنى الله تعالى هو الحق؟ أي حق في وجوده، فلا يمكن لأحد أن يجحده ويكون مسلما، حق في أفعاله، حق في قضائه وقدره، حق في ذاته وصفاته، حق في ألوهيته، فلا يستحق أحد العبادة إلا هو، فقوله تعالى حق، وفعله تعالى حق، ورسله الكرام حق، وكتبه حق، ودينه حق، فالله عز وجل هو الحق المطلق، كما قال تعالى فى سورة الحج ” ذلك بأن الله هو الحق” وكل الناس، كل البشر، كل المخلوقات تفنى إلا الله، فإنه سبحانه وتعالى باقى، يبقى، لأنه وجوده حق سبحانه وتعالى، لكن وجودنا نحن، نأتى ونذهب.

فهو سبحانه القائل كما جاء فى سورة الرحمن ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” وإن أسمائه سبحانه وتعالى وصفاته حق، فلا يوجد في أسمائه مدح زائد، ولا يوجد في أسمائه شيء لا يستحقه، وكذلك فإن شرعه حق، وشرع يره فيه الخطأ والصواب، وفيه الباطل والانحراف، وفيه النقص، وفيه الظلم، أما شرعه حق، وعدل، وكمال، وشمول، وكذلك فإن قوله عز وجل حق، ليس فيه كذب، ولا نقص، ولا خلل، فقال تعالى كما فى سورة ص ” فالحق والحق أقول ” وتقيم المفعول والحق أقول وأصل الجملة، أقول الحق، فتقديم المفعول يفيد الحصر، ويعنى ذلك أنه لا أقول إلا الحق، وقال تعالى ” والله يقول الحق” ونحن نقول حق وباطل.

والبشر يخطئون ويصيبون، فالله قول حق دائما، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأنعام “وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ” فهو سبحانه وتعالى لا كذب، ولا ظلم، لا في شرعه، ولا في قدره، فقال تعالى ” وهو يهدى السبيل” فسبحانه، يهدي إلى سبيل الحق، والناس كثيرون، منهم يهدون إلى سبيل الباطل، وكل ما سوى الله باطل، ويهدي إلى باطل، إلا من دعا إلى سبيل الله، واستمد من الله تعالى، فيكون على الحق، والناس لا يعرفون في الحق إلا بنسبة إصابتهم من الحق الصادر عن الله، وكذلك فإن وعده تعالى حق لا يخلف، ولا يتخلف وعده، فقال تعالى كما جاء فى سورة يونس ” ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون” وقال تعالى كما جاء فى سورة إبراهيم.

” وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ” ويقول ابن القيم رحمه الله “فكما أن ذاته الحق، فقوله الحق، ووعده الحق، وأمره الحق، وأفعاله كلها حق، وجزاءه المستلزم لشرعه ودينه ولليوم الآخر حق، فمن أنكر شيء من ذلك فما وصف الله بأنه الحق المطلق من وجه، وبكل اعتبار، فكونه حقا يستلزم أن شرعه ودينه وثوابه وعقابه” فكيف كلها حق، وأيضا فإن ملك الله حق، فقال تعالى كما جاء فى سورة الفرقان ” الملك يومئذ الحق للرحمن ” فلا يبقى لأحد من المخلوقين لا ملك ولا ملك، لا يبقى له شيء، وإن لقائه سبحانه وتعالى حق، فالبعث حق لا شك فيه، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأنعام ” ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق “

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!