موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه” وعن أبي أمامه رضي الله عنه قَال : قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قَرأَ آية الكرسى في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إِلا أَن يموت ” وإن من فضائل تلاوة القرآن هو تحصيل الحسنات، وسبب لنيل الأجر العظيم فمن قرأ حرفا من كتاب الله كانت له به عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء، وإن به تنزل السكينة على قارئ القرآن، فتطمئن نفسه، وتخشع، وكذلك علو شأن قارئ القرآن، ونيله المكانة العالية الرفيعة التي لا تعطى لغيره، وكذلك فإن من ثمرة المداومة على قراءة القران.

 

والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والمداومة على ذلك، وتكراره، أدعى لفهم معانيه، وترسيخ مبادئه في النفس، وهي وسيلة لمعرفة الله تعالى، والتقرب إليه، حيث يوضح القرآن صفات الله، ويُبين الحلال والحرام، والأحكام الي يجب على المسلم أن يلتزم بها، كما أن فيه من القصص والأخبار ما يترك في النفس العظة والاعتبار من أخبار السابقين، وإضافة إلى الأهداف السابقة، فإن الهدف الأكبر من تلاوته هو نيل رضا الله سبحانه وتعالى، وتحصيل الأجر والثواب، وهكذا يجب أن يتدبر المسلم القرآن دائما، وقد قيل إذا سمعت قوله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا” فأنصت، فإنه إما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه، وإن التدبر فى القرآن الكريم.

 

 

هو أن تعرض نفسك على القرآن آية آية أين أنت منها؟ هل أنت مطبق لها؟ هل وصف الله للمؤمنين ينطبق عليك؟ فإن وجدت خيرا فاحمد الله وإلا فراجع نفسك قبل فوات الأوان، فقال الحسن إنما أنزل القرآن ليتدبره المؤمنون وليعملوا به، فاتخذوا تلاوته عملا، ولذلك كان الصالحون يقومون الليل يتدبرون القرآن، فكان منهم من يقوم بآية واحدة، ويرددها طيلة الليل يتفكر في معانيها ويتدبرها، ولم يكن همهم مجرد ختم القرآن، بل القراءة بتدبر وتفهم، فعن محمد بن كعب القرظى قال ” لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بإذا زلزلت، والقارعة، لا أزيد عليهما، وأتردد فيهما، وأتفكر أحب إليّ من أن أَهذ القرآن أي أقرأه بسرعة وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول

 

 

” ركعتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب” ألا ما أحوج البشرية إلى هذه المعاني الإسلامية السامية، وما أشد افتقار الناس إلى التخلق بخلق الإنسانية التي تضمد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، ولا سيما في هذا العصر، الذي فقدت فيه الإنسانية من أكثر الخلق، فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، فإذا استحكم الظلام في النفوس، وطغى طوفان المادة الجافة آذنت الإنسانية بالرحيل، كما قال قائلهم، إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، وإن لم تجهل يُجهل عليك، وإن لم تتغد بِزيد تعشّى بك، فعليكم بالإنسانية والرفق واللين والرحمة بجميع فئات المجتمع.

 

الآباء والصبيان والأرامل والعجزة والأجراء فإننا إن فعلنا ذلك تحقق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين فى توداهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضورا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” رواه مسلم، وإن القرآن العظيم مُؤثر في القلوب والنفوس والأرواح لأنه كلام العليم الخبير بما يصلح هذه القلوب والنفوس في الدنيا والآخرة، ومن هذا التأثير هو تأثيره على علماء أهل الكتاب وغيرهم من أهل العقول، وإن التأثر بالقرآن من علامات الإيمان، فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ” وإن المُؤمنون الصادقون في إيمانهم، الخائفون من ربهم تقشعر جلودهم عند قراءة القرآن.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!