موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الجزء الخامس مع أصدق الحديث وطريق الرشاد،

الدكرورى يكتب عن أصدق الحديث وطريق الرشاد ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع أصدق الحديث وطريق الرشاد، وأيضا إسم الفرقان الوارد في قوله تعالى ” تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ” وأيضا إسم الكتاب الوارد في قوله تعالى ” ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ” وأيضا صفة المبارك الواردة في قوله تعالى ” وهذا كتاب أنزلناه مبارك ” وأيضا صفة الفصل الواردة في قوله تعالى ” وإنه لقول فصل ” وأيضا صفتى الهدى والرحمة الواردتان في قوله تعالى ” هدى ورحمة للمحسنين ” وأيضا صفة الكريم الواردة في قوله تعالى ” إنه لقرآن كريم” وأيضا صفة الحكيم الواردة في قوله تعالى ” الر تلك آيات الكتاب الحكيم ” وإن من أهم واجباتنا نحو القرآن، هو أن نعمل بكل ما جاء في القرآن ونتخلق بأخلاقه.

اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ” كان خلقه القرآن ” كما فى الحديث الذى رواه مسلم، وقال الإمام الشاطبى، وإنما كان خلقه القرآن لأنه حكم الوحي على نفسه، حتى صار في علمه وعمله على وفقه، فكان الوحي حاكما وافقا قائلا وكان هو صلى الله عليه وسلم مذعنا ملبيا نداءه، واقفا عند حكمه فكان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض، أي كان يحرص على تطبيق ما في القرآن الكريم وقال النووي، وكون خلقه القرآن هو أنه كان متمسكا بآدابه وأوامره ونواهيه ومحاسنه ويوضحه أن جميع ما قص الله تعالى في كتابه من مكارم الأخلاق مما قصه من نبي أو ولي أو حث عليه أو ندب إليه كان صلى الله عليه وسلم متخلقا به، وكل ما نهى الله تعالى عنه فيه ونزهه.

كان صلى الله عليه وسلم لا يحوم حوله، فإن القرآن الكريم نزل للعمل به، لا ليوضع على الرفوف أو يلف في حافظة من ذهب للذكرى أو يعرض في المتاحف بطبعة فاخرة باهرة، وفى ذلك يقول الفضيل رحمه الله إنما نزل القرآن ليُعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا، فقيل كيف العمل به؟ قال ليحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه، ولقد اهتم الصحابة بالعمل بالقرآن الكريم أيما اهتمام، ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كنا نتعلم العشر آيات من القرآن فلا ندعها حتى نعمل بها أو فلا نجاوزها إلى غيرها حتى نعمل بها فتعلمنا العلم والعمل جميعا، فالصحابة كان يفقهون آيات القرآن الكريم ويعيشون معها.

وكانوا يسارعون إلى طاعة أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه، ولهذا لما نزلت آيات النهي عن شرب الخمر سكب المسلمون ما عندهم من أواني الخمر حتى امتلأت بها سكك المدينة، أي شوارعها وطرقاتها وقالوا انتهينا يا ربنا، وكذلك آيات الحجاب، لما نزلت سارعت نساء الأنصار إلى أثوابهن وجعلن منها حجابا كما أمر الله تعالى، ولكن الفرق بيننا وبين الصحابة الكرام رضي الله عنهم أنهم كانوا يتلقون القرآن للعمل والتنفيذ، أما نحن فللأسف نتلقاه للاستماع والتنغم به في المآتم والحفلات والإعجاب فقط، وقلما يلتزم أحد الآن بواجباته كلها نحو القرآن العظيم، فانظروا كيف تعامل الصحابة الكرام مع القرآن الكريم ؟ وكيف يتعامل معه المسلمون اليوم ؟

فيصور حالنا اليوم في العمل بالقرآن الكريم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيقول” إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به، فكلنا نحفظ القرآن ونسمعه حرفا حرفا ونتفنن في أسئلة الآيات المتماثلات والمتشابهات منه، ولكن هل طبقنا ما فيه من قيم وأخلاق، وحلال وحرام، وأوامر ونواهي؟ فقال القرآن الكريم كما قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم ” فالقرآن حجة لك أو عليك ” رواه مسلم، ويكون حجة عليك عندما تقرؤه فلا يتجاوز آذانك ولا ينعكس على سلوكياتك وتصرفاتك، وإن الجوانب الإنسانية في القرآن الكريم مهمة جدا لأن القرآن الكريم نزل علي إنسان وهو النبي صلي الله عليه وسلم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!