موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الجزء الثالث مع أصدق الحديث وطريق الرشاد،

الدكرورى يكتب عن أصدق الحديث وطريق الرشاد ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أصدق الحديث وطريق الرشاد، وقد تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من أقصر السور، خذ مثلا سورة العصر التي يحفظها كل أحد، يحفظها الصغير والكبير والذكر والأنثى ربما يقول قائل أنا ما أحفظ القرآن ولا أحفظ كثيرا من القرآن نقول تحفظ سورة العصر هذي لا يعجز أحد عن أن يحفظها سطر وبعض سطر سورة كاملة في سطر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ” والعصر، إن الإنسان لفى خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” فقد أقسم الله سبحانه وتعالى في هذه السورة بالعصر الذي هو الليل والنهار والزمان لأن العصر فيه عبر وعظات وآيات، وأيضا العصر فيه العمل من خير أو شر.

فالإنسان يعمل في هذا العصر في هذا الدهر في هذا العمر، يعمل إما في الخير وإما في الشر، ولذلك أقسم الله بهذا العصر فقال تعالى ” والعصر إن الإنسان لفى خسر ” وهذا المقسم عليه هو الإنسان أي كل إنسان سواء كان من الملوك أو من الصعاليك أو من العلماء أو من الجهال أو من الأغنياء أو من الفقراء أو من الذكور أو من الإناث أو من العرب أو من العجم كل إنسان، وقوله تعالى “فى خسر” أي في خسارة، أى في خسارة ونقص مع هذا العصر الذي عاشه إلا من اتصف بأربع صفات، من اتصف بأربع صفات نجا من هذه الخسارة، ومن فقدها فهو خاسر، ولو كان يملك الأرصدة الفخمة ولو كان يملك القصور العالية والعمارات، ولو كان يملك القوة والجنود.

ولو كان يخترع الطائرات والدبابات والمدمرات، ولو كان ما كان فإنه خاسر وعمله الذي عمله في هذه الدنيا خسار لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى، إلا من اتصف بأربع صفات الصفة الأولى وهى الإيمان بالله عز وجل، فهو قد آمن بالله سبحانه وتعالى، فآمن بالله ربا وإلها وملكا، فقد آمن به تمام الإيمان فعبده حق عبادته وترك ما نهاه عنه وهذا قوله تعالى ” إلا الذين آمنوا ” وهذه واحدة، وأما الثانية وهى ” وعملوا الصالحات ” أى عملوا مع الإيمان عملوا الأعمال الصالحة، وتركوا الأعمال المحرمة، عملوا بالطاعات وتجنبوا المحرمات، وهذا هو العمل الصالح، هو الذي توفر فيه شرطان، الإخلاص لله فيه، والاتباع للسنة، وليس فيه شرك وليس فيه بدع ومحدثات.

هذا هو العمل الصالح، أما إذا كان فيه شرك فهو عمل باطل، وإذا كان فيه بدع فهو عمل باطل، لا يقبله الله سبحانه وتعالى، فهذا قوله تعالى آمنوا وعملوا الصالحات، وأما الصفة الثالثة وهى ما يكفي أن الإنسان يصلح في نفسه، ويتعلم في نفسه لا يكفي هذا، بل عليه أن يدعوا إلى الله، عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بداية بأهل بيته ومن حوله يدعوا إلى الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يعلم الناس الخير، يعلم الجهال، يدعوهم إلى الله، فلا يقتصر على نفسه ويقول أنا ما علي من الناس، لا، عليك من الناس عليك واجب نحو الناس بأن تدعوا إلى سبيل الله إلى طاعة الله عز وجل بحسب استطاعتك أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر ما يكفي إنك تتجنب المنكر.

وتعمل بالطاعات في نفسك، لا، لابد أن تنشر الخير على من حولك، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة آل عمران ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ” وأما عن الصفة الرابعة وهى ” وتواصوا بالصبر ” لأن الذي يعمل الصالحات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله يتعب فيحتاج إلى صبر، يصبر على التعب، الذي يدعوا إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يُؤذى من قبل الناس ويهددونه ويتناولونه ويُعيّرونه لكن يصبر يحبس نفسه ويستمر، فالذي ليس عنده صبر لا يستطيع أن يستمر على العمل، ولا يستطيع أن يدعو إلى الله، لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،لا يستطيع أن يعلم الناس الخير.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!