موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

خالد بن سعيد بن العاص القرشي ” جزء 3″

الدكروري يكتب

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع خالد بن سعيد بن العاص القرشي، فكان هكذا هو الصحابي المجاهد خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، يوم بدأت خيوط النور تشع في أنحاء مكة معلنة بالنبأ العظيم لمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، كان قلب خالد وجميع جوارحه يستقبل ذلك الإشعاع الباهر الذي همس في وجدانه، وكلما سمع قومه يتحدثون في ناديهم عن الدين الجديد جلس إليهم وأصغى في حذر مكتوم، وكان الفتى النبيه يطوي على نفسه الخبر ويكتم سره، فإن أباه لو علم أنه يحمل في سريرته كل هذه الحفاوة بدعوة محمد الأمين لأزهق روحه قربانا لآلهة قريش، وهو الذي أمعن أيما إمعان في تعذيب المؤمنين برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 

وقيل عن خالد إنه كان من المبكرين في الإيمان برسالة النبى صلى الله عليه وسلم، وما إن علم الأب بإسلام ولده خالد حتى جن جنونه، فانهال عليه بالضرب والشتم، ثم خرج به إلى رمضاء مكة، حيث وضعه بين رمالها الملتهبة وأحجارها الثقيلة ثلاثة أيام لا يوارى فيها ظل ولا تبلل شفتيه قطرة ماء، إلا ان خالدا بقي ثابتا على دينه، فعاد به أبوه إلى داره، وراح يغريه ويمنيه مرة، ويرهبه أخرى، دون جدوى، فطرده من بيته، ولم يعد إليه حتى مات أبوه، وقد هاجر خالد الهجرة الثانية إلى الحبشة، ومكث فيها ما شاء الله أن يمكث، ثم هاجر إلى المدينة مع إخوانه المؤمنين وفي مقدمتهم جعفر بن أبى طالب، وذلك سنة سبعة من الهجرة، ومعه امرأته أميمة بنت خالد الخزاعية.

 

وقد شهد خالد عمرة القضاء وفتح مكة ومعركة حنين والطائف وتبوك، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن واليا، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عليها، إلا إنه سرعان ما عاد إلى المدينة ممتنعا عن استلام أية مسؤولية، بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، وقدعُرف خالد بن سعيد بولائه للإمام علي رضى الله عنه، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال قولته ” أنتم لطوال الشجر، طيبو الثمر، ونحن تبع لكم” وقد أقام خالد بالمدينة ولم يبايع الخليفة أبا بكر الصديق حتى بايع بنو هاشم، ثم استعمل أبو بكر الصديق خالد بن سعيد على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام، فاستشهد رضوان الله تعالى عليه في مرج الصفر.

 

 

وهو موقع بالشام، وقيل كانت وقعة مرج الصفر أوائل السنة الرابعة عشرة من الهجرة، في صدر خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان عندما هاجر خالد إلى الحبشة كانت معه امرأته أميمة بنت خلف الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد، وابنته أم خالد، واسمها أمة، وأما عن أميمه بنت خلف، فقد تزوجها خالد بن سعيد بن العاص، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك سعيد وأمة، وقد هاجر معه إلى أرض الحبشة، أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، فأسهموا لهم، ولم يزل خالد وأخواه عمرو وأبان على أعمالهم التي استعملهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر الصديق ما لكم رجعتم? ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارجعوا إلى أعمالكم، فقالوا نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا، وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر، وقرى عربية، وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر الصديق، فقال لبني هاشم إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم، فلما بايع بنو هاشم أبا بكر الصديق بايعه خالد وأبان، وإن خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقى نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم، في الجد الثالث.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!