موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

رسالة إلي من يهمه الأمر

 

كتب:محمــد عـبود

 

عزيزي القارئ الكريم هذه الكلمات هي رسالة إلي من يهمه الأمر إلي كل المصلحين ،والعقلاء ،ولكل من يشغل نفسه بأحوال بالناس ونسي نفسه.

حتي وإن اختلفنا ابدأ بنفسك أولا وأنهها عن تسلطها علي أحوال وأخبار الناس، وتوقف معها وعلمها أن هناك فرق

بين النقد، والحق ،وبين النصيحة، والفضيحة،وبين التوجيه ،والوصاية،وبين الوشاية، والهداية، وبين اللين والشدة

وأعلم جيداً قبل أن ترفع صوتك باﻹصلاح أن قبول النصيحة متوقف علي بلاغتها ولينها، وحسن منطقها كما قال الشاعر الحكيم:

بحسن الوعظ تمتلك القلوب

وصخر الطبع من لين يذوب

عزيزي المصلح :

حياة الناس لم تدون بإسمك لتخبرهم كيف يعيشون ،وكيف يتحركون كل إنسان سيحاسب علي عمله أمام إله عادل لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء ،وكل الأعمال مدونة في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فلا ترهق فكرك عقلك ولسانك في تتبع عورات الناس

،ولا تجعل من نفسك عونا للشيطان علي الفتنة بين الناس ،ولا تنصب نفسك قاضياً، حكما ،وسيفا علي رقاب الناس بل قل لنفسك كما قال سيدنا الخضر لسيدنا موسي يا موسي

(البر لا يبلي، الذنب لا ينسي، الديان لا يموت، أعمل ماشئت كما تدين تدان ،أمسك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ،وأبك علي خطيئتك يا ابن عمران)

وتفكر في كلمات الإمام الشافعي رحمه الله عندما وجه نصائحه للناس جميعاً في أبيات تسطر بماء الذهب قال:

إن رمت أن تحيا سليماً من الأذي

ودينك موفور وعرضك صين

لسانك لاتذكر به عورة امرىء

فكلك عورات وللناس ألسن

وعينك إن أبدت اليك معايباً

فدعها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدي

ودافع ولكن بالتي هي أحسن.

أخي الحبيب:

في نهاية كلامي أعلم أن من سبقنا وعاش بالحكمة في هذه الحياة قال:

من غربل الناس نخلوه، ومن أحسن اليهم مدحوه ،أعلم أن رضي الناس غاية لاتدرك ،وضي الله غاية لا تترك ،فاحرص علي مالا يترك ،ودع مالا يدرك.

واسمع واعقل وإياك أن تتكبر، فالكبر بطر الحق وعدم قبوله.

حسبي أنها كلمات للنصح ولا أدعي بها أدباً وعلماً فكلنا أصحاب ذنوب ،وكلنا مراتع للعيوب ،فلا تنظر لمن قال لكن انظر لما قيل، “فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت”.

ربما كثير من العقلاء سيقرأ هذه الكلمات، لكني أظن أن القليك منهم سيتوقف أمامها ويفكر فيما تضمنته من نصح ،ولا شك عندي في أن النادر منهم من سيطبقها ويعمل بما فيها. وأختم كلامي بقول الله عز وجل (وأتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!