موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الجزء الثانى مع سراف بن صُبح الأَزدي

الدكرورى يكتب عن سراف بن صُبح الأَزدي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع سراف بن صُبح الأَزدي، وفى دبا الحصن يتعانق الماضي مع المستقبل ضمن بانوراما مشهدية ودلالية تباشر ثقافة استثنائية للعمل وتحقيق الأحلام، وتقديم رافد آخر من روافد النماء المادى والروحي لإمارة الشارقة، فإن مدينة دبا ذات التاريخ المغرق في العراقه والقدم, تحدث عنها ابو حيان التوحيدي في كتاب الامتاع والمؤانسه، وسرد لنا قصتها المرزوقي المتوفى عام ربعمائة وواحد وعشرون، من الهجرة في كتاب الازمنة والامكنه، وقد ورد اسم هذه المدينة في كتابين هما مراصد الاطلاع، واحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، وكل هؤلاء قالوا عنها انها كانت احد اسواق العرب في الجاهلية وسوقها المعروف باسم سوق دبا، وكان واليها هو الجلندى بن المستكبر.

 

وعندما اشرق الاسلام بنوره على المنطقة كان اهل دبا ومعهم اهل المنطقة قد استاجبوا للدعوة الالهية، وهى من جملة أسواق العرب وتقوم سوقها في آخر يوم من رجب وتجمع بين تجار جزيرة العرب والهند والسند والصين، ويبدو أنها كانت ذات شأن ثم اضمحل مركزها, ولعل السوق المذكورة كانت عندما فتحها المسلمون أيام الخليفة أبي بكر الصديق رضى الله عنه فى العام الحادى عشر هجرية وكانت العادة ألا يباع فيها شيء حتى يبيع ملكها الجلندى بن المستكبر كل ما عنده, وذكر أبو حيان التوحيدى سنة ربعمائة من الهجرة في كتابه الإمتاع والمؤانسة، أنها من أسواق العرب، حيث تقع شرقي خورفكان بينما تفصل إمارة الفجيرة بين كلبا وخورفكان.

 

وهى ساحل نظيف، على خليج عمان تحده جبال عمان التي تستمر حتى خليج عمان, وبها الكثير من الأخاديد العميقة, وتنحدر منها المياه إلى السهول لتسقى المزارع والبساتين شتاء, أما الساحل فتقدر سعة مدخله بحوالي سبعة كيلو مترات, والقسم التابع لإمارة الشارقة من دبا يسمى دبا الحصن وبه ميناء للصيد وسوق تجارى، وقد ظهر فيها قادة وعلماء، منهم كعب بن سوار بن بكر الذي تولى قضاء البصرة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، والمهلب بن أبى صفرة الذي كان قائدا لجيوش المسلمين في عهد الدولة الأموية، وفي العصر الحديث إشتهر بها الشيخ صالح بن محمد الكمزاري الشحي، الذى ورد ذكره في كتاب مخاطر الإستكشاف فى الجزيرة العربية لمؤلفه وليام توماس.

 

ومن المعالم الأثرية في دباء تلك القلعة المسماة السيبة، وكما يوجد بها قلعة سبطان والمقبرة المعروفة بمقبرة أمير الجيش، والتي ينسب وجودها إلى حروب الردة، ومن معالمها السياحية، وجود الخلجان الواسعة الواقعة في وسط الجبال، والمعروفة بخلجان الغباين، والتي يتخذها الصيادون ملجا لهم عند هياج البحر، ومن أهم هذه الخلجان خور معلى والميم، كما يوجد عين ماء يسمونها السقطة إلى جانب عدد من الكهوف الواسعة داخل الجبال، وفي دبا عدد من الحرف والصناعات والفنون التقليدية، فمن أهم الحرف صيد الأسماك والزراعة وتربية الماشية، ومن اهم صناعاتها التقليدية هى صناعة السفن الصغيرة والحدادة والسعفيات والنسيج، وأما المسجد والمسمى بمسجد القلعة أو مسجد العثمانيين.

 

والذى يقع في الطريق من دبا إلى الفجيرة فيعد إعجازا هندسيا أثريا رغم صغر مساحته حيث أن سقفه مكون من أربع قباب يحملها عمود واحد وهذا المسجد ليس له شبيه أو مثيل في جميع أنحاء العالم مما يجعله متفردا بهذا الشكل والتصميم والطراز حيث أن النسق الذي بني عليه بقبابه المحمولة يستهدف تكبير الصوت داخل المسجد من خلال الصدى ورغم أن تاريخ بنائه غير محدد على وجه الدقة إلا أنه مبني في العصر العثمانى، وعثر كذلك في مدينة دبا على بعض العملات القديمة بالقرب من القبور، التي يرجع تاريخها الى القرن الأول الهجري، وفى وادى منساره عثر على فخار اسلامى مزجج ذى بريق يشبه الفخار الهلنتى كما اكتشف نوع آخر من الفخار له لون بني غامق مصقول وكلها من المقتنيات الأثرية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!