بقلم / محموددرويش
الحقيقة هي أن الإنسان وُلد مُحبًا على الفطرة ، الكراهية مُصطلح من صُنعهم ، كرروه على مسامعنا مرارًا وتكرارًا حتى اعتقدنا أن الجميع يكره الجميع في تِلك البُقعة من الأرض ، ظننا أن طاقة حُب لم تلمس بلادنا أبدًا وأن كُل مُرعب في انتظارنا خلف تلك الحدود المرسومة سلفًا.
نشرات أخبارهم هي من وسوست لنا بأفكارهم التي لاتقل عنهم شرورٍ ، أبواقهم ظلت تصرخ في أذاننا ، هذا يكره ذاك وذاك يتمنى هلاك هذا ، وما إن نلتقي بعيدًا عن أعينهم إلا واكتشفنا أن أحدًا لايكره أحد ، وأن كُل كراهية زرعوها في قلوبنا لسنواتٍ لم تكن إلا محاولات لتبرير فشلهم في الوقوف جنبًا إلى جنب ، مُبرر لفشل إتحادهم ، اكرهوا بعضكم كما ترغبون، الكُره يُليق بالحكومات على أية حال ، لكن دعوا الشعوب خارج رُحى حربكم.
أصحاب الأجساد الثقيلة ، الذين استمروا في الجلوس على عروشهم المُذهبه سنواتٍ وسنوات ظنوا أن كُرة القدم أداة جديدة يتحكمون بها في الشعوب ، وسيلة تمنع الشعب من أن يطرح أي سؤال يبدأ بــ ” لماذا ” ؟
لماذا لا توفر الدولة أساسيات الحياة ؟ لماذا تسوء الحالة الصحية والسياسية والإقتصادية والتعليم يومًا بعد الآخر ، لماذا لم تتغير صورة ذلك الشخص المُعلقة دائمًا بجوار العَلم منذ كُنت طفلًا صغيرًا حتى الآن ؟
إن أجاب أحدًا منهم على تلك الأسئلة بإجاباتٍ لا تقوده إلى سجـنٍ أبدي وقفصٍ لا يدخُله الشمس فهو كاذب.
ظنهم لم يكن في محله على أي حال ، المجاذيب خلف المرمى لم يعتادوا الكذب ولا التملق ، دور الخادم المُطيع لا يليق بهم من الأساس ، المُدرج مكانهم وليس بين حاشية الملك ، الحق ولا شئ غيره يخرج من هُناك.