موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عندما كنا صغارا

عندما كنا صغارا

للشاعرة الدكتورة فاطمة نعيم .متابعة: حامد خليفة 

 

فى طفولتنا لم يكن العالم بكل هذا السوء على الأقل بأعيننا !! ولم تكن الحياة بهذه الصعوبة التى نعيشها اليوم !! لم يكن البشر بكل هذا الخبث ، وكان كل شئ بالحياة من حولنا سهل بسيط ، لم يكن بقلوبنا خوف من البشر بل كنا نخاف من الجن والعفاريت !!

كنا نرى كل القلوب صافية وكل الضحكات صادقة ، كنا نبكى إذا حزنا دون خجل أن يرى أحد دموعنا ، لم نكن نخجل من ضعفنا ، وكنا نضحك بصوت مرتفع بأى مكان بأى وقت وأمام أى أحد لم نكن نهاب نظرات الآخرين وأحكامهم علينا الباطلة ..

ثم .. ثم كبرنا فجأة ورأينا الحقيقة كاملة دون رتوش أو تجميل فقد تعرت عن كل هذا الزيف المقنع بإسم الحق والفضيلة والعلم والجمال وكشفت عن وجهها القبيح

فهى لا تتعدى كونها رجس من عمل الشيطان وأبالسه تؤز الصالحين أزا دون حياء أو خشية لا من البشر ولا من رب البشر ، وتترك الفاسدين والضالين فى سلام أمنين !!

كبرنا وأصبحت مخاوفنا فقط من أنفسنا من بعضنا البعض

و من أبناء جنسنا نحن البشر اللذين تغلبوا بجدارة على أذى الجن والشياطين بعد أن أدركنا مؤخرا ضعفهم أمامنا نحن البشر !!

فقد وضعنا مجبرين بعد أن ارتدينا ثوب الكبار بمرور الزمن .. فى إطار الصورة من الداخل و لم نعد ننظر لها من بعيد بل صرنا جزءا منها ، جزءا من تكوينها ، ومشكلين لكل منطقة ظل ونور بها وخطوطها صارت جزءا من أضلعنا !!

وحقيقة أتعجب ألاف المرات يوميا وأتساءل دون إجابة ترد لذهنى او تتردد على عقلى ، وهى أنى :

لا أدرى كيف كانت أقصى أمانينا أن نصبح جزءا من هذه البشاعة التى تسمى حياة .. دنيا ؟!! أن نصبح كبارا !!

بعد أن كنا ملائكة بشكل بشر ، عندما كنا صغارا !!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!