موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

أحقر فصول الطباع البشريّة

أحقر فصول الطباع البشريّة،

بقلم / محموددرويش 

صباحًا حيثُ يصطَفُ الناس للخروج إلى العمَل يتجلّى استهتار الإنسان وإقراره بأنه رخيص، رخيص على نَفسه، وبالتالي لا حقَ له أن يَطلُب مُعاملته بآدميّة.

كمامات مَنزوعة، مُخالطات مُباشرة، صدّقني أن هُنالك مَن فقدوا أهلهم وذويهم بسبب الڤيروس ولا زالوا يُقبّلون ويُعانقون، ويحَك يا أبله.

أربعَة أشخاص يستقِلون دراجة بخاريّة “مكنة صيني” يسيرُون بسرعةٍ فائقة، يود السائق لو شقّ الهواء.

طفل صغير لم يتجاوز العاشرة يقود توكتوك لعين، يُحقق أحلامه الفانية بالاشتراك في أَحد أجزاء Fast & Furious، لا يستطيع أن يؤتمَن على حياته فما بالك بكونه مُتحَكِمًا – بعد قضاء الله – بحياة أشخاص آخرين!

عربات فول أفنى عليها المصريون حياتهم، مادة خصبة لكل الميكروبات الهضميّة، رجال يقلي طعميّة وفي أظافره تستوطِن كُل قاذورات الدُنيا، لا بأس أن يعطس أو يسعل فيمنحك من رذاذه ما يطيب!

زَيت تم غليه عشرات المرات، تبدّلت خواصه وباتَ خطيرًا لدرجة تجعله سلاحًا بيولوچيًا، لكن لا أحد يُفكّر إلا في قرص الفلافل الساخن والباذنجان المقلي عبثًا.

سِمنة مُفرطة تنتاب الغالبيّة، ولا يزال الحاج والحاجة يصيغونَ النِكات حول كروشهم بالعبارات الكلاسيكيّة التي تُخفي الحقيقة التي جعلتهم وطنًا لأمراض القلب والكبد.

شاب يسير مُتصنعًا الأناقة ثُم يأتي بـ “هوخ” عالية ويبصق بعدها على الأرض، ما قيمة حُسن المظهَر إذا كانَ السلوكُ بهذه الغوغائيّة.

رجال أنهكتهم الظروف. لا يزال قاصيهم ودانيهم يدخن السجائر ليلًا ونهارًا في الطرقات والمواصلات وحتى بالمُستشفيات والمصالح الحكوميّة.

فتى يقود سيارته الصاخبة ويعقد “غُرز” من باب الاستعراض، يعرض حياته وحياة المحيطين للخطر ليُشار له بأنه “جامد جدًا” وبطل خارق، لماذا؟ لأن حياته رخيصة.

مُصاب بالسكري أو الضغط ولا يزال يتناول الطعام وفقًا للهوى، لا يستطيع منع نفسه، لأن أولويته هي الملذات.

طلاب في الجامعة أدمنوا الـ. Fast Food فباتت أوزانهم كوميديّة وقوامهم مُضحكًا، لأن الوعي معدوم والنعمة لم تستدع شُكرهم إنما جحودهم.

نحن في أحقر فصول الطباع البشريّة، دونيّة مُطلقة، الناس باتوا كالأصنام، لا ضمير ولا مسئوليّة، يستقبلون الموتَ بصدورٍ مفتوحةٍ من باب الجهل لا الشجاعة، تحسبهم أعدّوا للآخرة ما لا يُعَد والحقيقة أنهم في غفلة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!