موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

دروب آلمـتآهہ‏‏‏‏هہ 

دروب آلمـتآهہ‏‏‏‏هہ 

بقلم ايمان الشيخ

إن الحمد لله حمد الشاكرين الذاكرين المقرين بوحدانيته وحقه وحده فى العبودية ، الحمد لله أنه سبحانه إلٰها واحدا وشرفنا بعبوديته والإقرار بواحدانيته سبحانه ورحم الله الإمام القاضى عندما قال:
ومـما زادني شـرفـاً وتـيـــهـاً ••وكدت بأخمصي أطأ الـثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ••وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيـا••
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين أدى الأمانة وبلغ الرسالة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنهاإلا هالك.
(لا يزيغ عنها إلا هالك) هذه الجملة تحديدا هى محور مقالى الذى تفجر ينبوعه من أحداث جرت بالأمس القريب فلقد طالعتنا الأخبار بخبر محزن عن شخص ذبح شخص ودار يتجول برأسه فى شوارع الإسماعيلية والسؤال وهو نفسه الذى قرأته فى كثير من مواقع الأخبار وهو ما السبب وما الذى وصل بنا لهذا الحد، هذا الحد من كل شئ من القسوة والتبجح والإجرام والتجرؤ على النفس والروح وهيئة خلقها الله سبحانه وتعالى فأحسن صنعها والتمثيل بها؟! أرجع البعض السبب للدراما وما تقدمه من عنف، ويعود السؤال ليطرح نفسه مرة أخرى وما الذى دفع بالدراما إلى هذا الحد من القسوة والإسفاف؟
إذاً صناعة الدراما هنا مفعول به وليس فاعل، من الفاعل إذا؟ وكيف إنجرفنا فى هذا الدرب المظلم نحن أمة الإسلام وقبل الإسلام أمة الحضارة أمة عرفت التوحيد منذ بدأ الخليقة. كيف ومتى وما السبب الذى جعلنا وصلنا لهذا الحد من القسوة والجحود وموت الأحساسيس والضمائر ؟
من وجهة نظرى البعد عن الله هو السبب الرئيسي لسلوك المتاهة بدروبها المتشعبة فالنتيجة الحتمية  للبعد عن الله أن ننسي الله فينسينا انفسنا فينفلت منا زمام النفس فندخل المتاهة بدروبها المتعددة عندئذ لا تسأل عن طاعة ولا دين ولا إيمان ولا تُذكر بقيم ولا مبادئ ولا حلال ولا حرام ولا تقوى ولا ورع ولا رحمة لأن المرء عندها يكون كالدابة بل هو أضل سبيلا.
وهذا هوالسبب الرئيسي فى ظهور مثل هذا النوع من الجرائم وغيرها وهو الدخول فى المتاهة وسلك دروبها المتشعبة فهذا درب العقوق والعصيان وهذا درب المسكرات وهنا خيانة الأمانة وهناك ضياع الفروض والطاعات كل ذلك بسبب الإنحدار عن الطريق السليم والبعد عن المحجة البيضاء التى لا يزيغ عنها إلا هالك، أنظر عدنا إلى نفس النقطة لأنها عين الصواب والسبب الحقيقي لما نحن فيه الآن.
أخى الكريم أختى الكريمة إن البعد عن الله السبب الرئيسي فى كل ما نواجهه ونراه اليوم وسنراه فيما بعد إن لم نعد إلى الصواب ونذكر أنفسنا قبل غيرنا بالله ونعترف بواحدانيته ونجاهد كل نفس نسيته وأنكرت وجوده سبحانه والإنكار هنا ليس الكفر البين لا ورب السماء  ولكن الإنكار هو البعد عن الله البعد عن الكتاب والسنةوالهدى  والمنهج  الذى شرعه لنا الله سبحانه وتعالى.
جهاد النفس عبادة يرسخها الإيمان بالله، الإيمان حتى وإن كان ضعيفا يكون بمثابة نقطة ضوء بداخلنا نهتدى بها فى ظلمات الحياة ولم يسلم أحد من جهاد النفس حتى الأنبياء والرسل فلو تأملنا قول الله تعالى فى سورة يوسف، بسم الله الرحمن الرحيم “ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ” صدق الله العظيم.
لولا أن رأى برهان ربه ولولا الإيمان ما جاء البرهان وماحال بينه وبين المعصية والفاحشة.
أحبابى فى الله ما أود أن أقوله أن السبب الرئيسي فى ما نراه وسنراه ونعانيه وسنعانيه هو البعد عن الله والحل فى الرجوع إلى الله والأمل موجود والطريق مفتوح فمن رحمته سبحانه وتعالى أنه لم يغلق بابه فى وجه عبد حتى الغرغرة عندها فقط تغلق الأبواب والصحف وتجزى كل نفس ما قدمت.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغنمنا السلامة وأن يفتح لنا دروب رحمته وييسر لنا سبل هدايته إنه ولى ذلك والقادر عليه وهو نعم المولى ونعم النصير.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!