موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

ذكرى انتصار السويس “في عيدها الوطني”

بقلم محمود إبراهيم

كانت السويس لا تعرف على مدى الايام الاولى من تطورات المعركة شيئا سوى ما يسمعه اهلها من خلال البيانات العسكرية وكذلك كان الحال بالنسبة لكل ابناء مصر

وعلى الرغم من الغارات التى اصابت السويس خلال ايام الحرب منذ 6 اكتوبر وسقوط العديد من الشهداء والجرحى الا ان الحياة لم تتوقف بل ربما زاد ايقاع الحياة استعدادا للايام السعيدة المقبلة فقد احس كل ابناء السويس سواء اولئك الذين يعيشون داخلها او ينتظرون بلهفة خارجها ان موعد العودة قد حان وبدأ الجميع يحلمون مرة اخرى بعودة الاضواء الى شوارع المدينة كان كل سويسى ينتظر نهاية الحرب ووقف اطلاق النار حتى يعود كل واحد منهم الى منزله لا يهم اذا كان المنزل قد تهدم او ازيل فالانسان الذى بناه قادر مرة اخرى على اعادة تشييده المهم ان تنتهى ايام الهجرة وكابوس الاعاشة وطوابير الشئون الاجتماعية والغربة فى بلاد الناس

وعلى مدى الايام منذ 6 اكتوبر حتى 17 اكتوبر لم يكن احدا من ابناء القناة يسمع سوى اخبار النصر المصرى والهزائم الاسرائيلية

وبدأ الهمس يتردد فى وسط ابناء تلك المنطقة عن ظهور جنود العدو ودباباته فى همسات لا يكاد احد يصدقها وكان اول الاحداث التى تنبه لها ابناء السويس هو قيام القوات الاسرائيلية يوم 17 اكتوبر بقصف مركز على ترعة الاسماعيلية التى تغذى المدينة بالمياه الحلوة مما نتج عنه قفل الترعة عند نقطة القطع وحجزت المياه الباقية والتى قدرت بحوالى 400 الف متر مكعب فى المنطقة من نقطة القطع الى السويس بدأ المسئولون بالمدينة فى نفس اليوم يضعون الاحتياطات الخاصة بأى احتمال دون ان يحس بهم احد

*فرقة ادن تعبر القناة

فى مساء 17 اكتوبر بدأت فرقة (ادن) المدرعة عبور القناة الى الضفة الغربية (الثغرة) وكانت مهمتها الاساسية التقدم بعد ذلك الى السويس وعبر فى الليل لواءان مدرعين وعبر اللواء الثالث خلال يوم 18 اكتوبر كان الهدف الانطلاق جنوبا الى السويس بكل ما تمثله من قيمة ووزن تاريخى ونضالى واسم له قيمته العالمية

وفرقة (ماجن) تدعمها

فى ليلة 19/18 اكتوبر بدأت فرقة ماجن المدرعة فى العبور للغرب رغم اشتباك المدفعية معها حيث كانت الفرقة مكلفة بتدعيم ومتابعة تقدم فرقة الجنرال ادن الى السويس اى ان العدو حشد فرقتين مدرعتين للاستيلاء على المدينة

فرقتا ماجن وادن

واصلت فرقتا ماجن وادن المدرعتين تقدمهما نحو السويس يوم 20 اكتوبر واستطاعت طلائع القوات الاسرائيلية الوصول فى الصباح الى منطقة جنيفة التى تقع فى داخل الحدود الادارية لمحافظة السويس

قام الجنرال ادن يوم 21 اكتوبر بتجميع الالوية الثلاثة لفرقته المدرعة واندفع نحو السويس وكانت فرقة الجنرال ماجن تسير خلفه لتطهير جيوب المقاومة ولحماية ظهره والاتجاه على يمينه لتأمين اية محاولات للهجوم من القاهرة وقطع الطرق الموصلة الى القاهرة

السويس تستعد للمواجهة

فى نفس اليوم 21 اكتوبر 1973 بدأت السويس تستعد للمواجهة شعرت باحساسها وخبرتها العسكرية التى اكتسبتها عبر معارك التاريخ ومحن الزمن انها الهدف الذى تقصده القوات الاسرائيلية فى تقدمها ورغم ان الصورة العسكرية للقتال لم تكن واضحة بشكل كامل الا ان الاهالى والعسكريين الذين بدأوا فى التوافد الى السويس اخبروا اهلها ان اليهود قادمون لا محالة ولم يكن فى السويس فى هذه الفترة سوى 5000 مواطن مدنى معظمهم من افراد الجهاز الحكومى وعمال شركات البترول وهيئة قناة السويس وافراد الشرطة ومتطوعى المقاومة الشعبية والدفاع المدنى وكان تسليح هؤلاء لا يزيد عن الاسلحة الخفيفة فلم يكن احدا يتوقع حين بدأت المعارك ان تكون نقطة الصدام الحاسمة فى الحرب على حدود مدينة السويس

*وقف اطلاق النار

فى الساعات الاولى من صباح 21 اكتوبر طلب الئيس السادات ولأول مرة منذ بدأت الحرب وقف اطلاق النار وقد استخدم السادات تعبيرا فى شرحه لمبررات طلبه لوقف اطلاق النار صباح ذلك اليوم ( ان الاسرائيلين قد حققوا التفوق نتيجة التدفق الامريكى المباشر حيث كانت طائرات النقل تهبط فى مطار العريش وتتجه الى جبهة القتال مباشرة

مشروع امريكى – سوفيتى

وعلى ضوء الاتصالات التى استمرت طوال اليوم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى اصدر مجلس الامن القرار رقم 338 على اساس مشروع سوفيتى امريكى ينص على ان يدعو المجلس جميع الاطراف المشتركة فى الحرب الحالية الى ايقاف اطلاق النار وانهاء كل نشاط حربى فورا فى موعد لا يزيد على 12 ساعة من لحظة صدور هذا القرار وذلك فى المواقع التى تحتلها الاطراف الان

ورغم صدور ذلك القرار الا ان تحركات القوات الاسرائيلية لم تتوقف وعندما علمت القيادة الاسرائيلية العسكرية بالاتجاه الى صدور قرار وقف اطلاق النار من مجلس الامن بادرت منذ صباح 22 اكتوبر بالتركيز على التقدم نحو الجنوب وسرعة الوصول الى السويس وسيطر طيران العدو على المنطقة منذ السادسة منذ صباح يوم 23 اكتوبر سيطرة شبه كاملة

محاولة الاستيلاء على جبل عتاقة

كان من الواضح ان القوات الاسرائيلية لم تلنزم بقرار وقف اطلاق النار اذ ان هدفها الذة تتحرك من اجله وهو الوصول الى السويس واحتلالها لم يتحقق بعد وكان التشكيل الاسرائيلى يتكون من فرقة ادن وتضم 3 لواءات مدرعة ولواء مشاة مكون من 5 كتائب وعلى يمينها والى الخلف منها الفرقة المدرعة للجنرال ماجن وكانت مهمة الجنرال ادن احتلال السويس او عزلها بينما تتحرك فرقة ماجن لاحتلال ميناء الادبية جنوب السويس والاستيلاء على جبل عتاقة غرب خليج السويس فمن شأن ذلك منحهم سيطرة عسكرية كاملة على المنطقة الممتدة من الاسماعيلية الى خليج السويس ومن شأنه ايضا احباط اى احتمال للالتفاف حول القوات الاسرائيلية غرب القناة وحماية ظهر فرقة ادن

*العدو على ابواب السويس

وفى صباح يوم 23 اكتوبر سار اللواءان المدرعان متوازيين احدهما بمحاذاة قناة السويس واللواء الثانى غرب طريق المعاهدة (الاسماعيلية – السويس) ونجحا اللواءان فى شق طريقهما بسرعة ووصلا بالفعل عند حلول الظلام الى تقاطع طرية المعاهدة مع طريق السويس – القاهرة الرئيسى حيث وضع اللواء الذى يقوده العقيد جابى عددا من دباباته غرب السويس على طريق القاهرة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!