موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الولادة القيصرية.. فتح للبطون «على الفاضي والمليان»

تخطت نسبة الولادة القيصرية في مصر 61% لتصبح أعلى نسب عالمياً، حيث يستسهل أغلب الأطباء في أقناع السيدات الحوامل بها، مما جعلها من الممارسات الطبية الأكثر شيوعاً في مجال طب النساء والتوليد بمصر مؤخراً، يستغلها بعض ضعاف النفوس، ويتاجرون بالآلام النساء ومخاوفهن من الولادة الطبيعية والمورثات المنقولة عن مدى صعوبتها لتصبح بيزنيس يتربح الأطباء من خلاله ملايين الجنيهات، تحت شعارات “ولادة قيصرية آمنة وبدون تعب”.

تسبب جلطات ومشاكل تنفسية

يقول دكتور إسلام شمس رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى قها إن الولادة القيصرية من المفترض أن تكون الاستثناء وتتم في حالات معينة وليس أسلوب أساسي للولادة ولكن بعض الأطباء ينظر لعملية الولادة من حيث العائد المادي لذا يختار الولادة القيصيرية وبعض السيدات تستسهل عمليات الولادة القيصرية خوفاً من طلق الولادة الطبيعية.

وأوضح شمسي أن الولادة القيصرية عملية كبيرة قد تسبب مخاطر على المرأة من حيث التخدير وفقدان دم بصورة كبيرة وتقليل فرص الحمل المستقبلية، بجانب تعرض الجهاز البولي وبطانة الرحم لبعض الالتهابات فيما بعد، وقد يصل في بعض الأحيان إلى جلطات، مضيفاً أن بعض الحالات تتعرض إلى جرح في الرحم مما يسبب إنفجار إذا حدث طلق شديد في الحمل الثاني من الولادة القيصرية.

وتابع شمسي أن الولادة القيصرية تشكل إيضاً مخاطر للجنين ولكن بشكل مؤقت حيث يتأثر الجنين بأدوية التخدير بعد الولادة مما يؤثر على نشاطه فترة مؤقته بعد الولادة و بعض حالات الولادة ما قبل 39 أسبوع يتعرضون إلى مشاكل في التنفس تستدعي لحجز الجنين في الحضانة بضعة أيام .

بيزنيس لارتفاع سعرها

ويقول دكتور حسام بدراوي رئيس قسم النساء والتوليد بالقصر العيني، أن نسب الولادة القيصرية في مصر 3 أضعاف الولادة القيصرية في العالم، موضحاً أن هذا مؤشر خطير ويسبب العديد من المشاكل الصحية على المرأة وعلى جهازها التناسلي ويؤثر سلباً على صحة الجنين، فمعدل الولادة القيصرية يجب ألا يزيد عن 20% فقط من معدل الولادة في مصر.

منوهاً أن طبيعة المرأة هي الولادة الطبيعية وخلقت لهذا، بينما عمليات الولادة القيصرية يجب أن تختصر في الحالات الحرجة التي تستدعي ذلك، والذي تم أكتشاف الولادة القيصرية من أجلها، مثل حالات صغر حجم الحوض، أو وضع الجنين غير مؤهل للولادة الطبيعية، أو لدى الأم أمراض مزمنة مثل السكر وضرورة الخضوع للولادة المبكرة، أو وضع المشيشة السئ الذي لا يسمح للولادة الطبيعية، أو كبر حجم الجنين.

وتابع بدراوي أن الولادة القيصرية في مصر أصبحت بيزنس بسبب أسعارها المرتفعة مقارنة بأسعار الولادة الطبيعية، فبعض الأطباء يستسهلون لجمع أكبر قدر من الأموال ومشورة مرضاهم بتحديد موعد للولادة القيصرية.

ويوضح بدراوي إن استسهال الأطباء في نشر ثقافة الولادة القيصرية تسبب في جعلها موضة وظاهرة لدى الفتيات حتى لا تتعرض لآلام الولادة الطبيعية.

ويشير رئيس قسم النساء والتوليد بالقصر العيني إلى أضرار المصاحبة لتكرار الولادة القيصرية على الأم، من التصاقات وتلوث الجرح في بعض الأحيان أو الإصابة بالفتاء مكان الجرح، وتسبب مضاعفات كالمشيمة المهاجرة أو المشيمة المخترقة مما يجعل الأم في حاجة لنقل دم، أو من الممكن أن تتحرك المشيمة من مكانها المفروض أو هبوطها أو انفصالها قبل الأوان.

نسبتها تجاوزت النسب العالمية

فيما وضعت منظمة الصحة العالمية قاعدة لنسب الولادة القيصرية بألا تتجاوز في أي مجتمع عن 15% إلا أن مصر نسبة الولادة القيصرية في مصر طبقا لآخر مسح سكاني تم إعلان نتائجه في ٥ مايو ٢٠١٥ هي ٥٢ ٪، وتشير الإحصائيات إلي أن اعلي محافظة في نسبة الولادة القيصرية هي بورسعيد بنسبة ٧٧ ٪، بينما تعتبر محافظة مرسي مطروح أقل نسبة ولادة القيصرية حيث بلغت 26 %، وبلغت نسبة الولادة القيصرية في المستشفيات الحكومية 45 %، بينما بلغت النسبة في المستشفيات الخاصة 66 % ( بمعدل ما بين كل ٣ ولادات ، اثنين قيصري ).

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!